بيروت
يكثّف الفرنسيون مساعيهم الدبلوماسية لتهدئة الجبهة المشتعلة في جنوب لبنان، خصوصاً بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها ستيفان سيجورنيه، وزير الخارجية الفرنسي، إلى بيروت، تزامناً مع زيارة قام بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، ويسعون إلى إحداث ترتيبات في الجنوب اللبناني تحد من تدحرج الوضع نحو الحرب الشاملة.
وبحسب القناة “11” العبرية، استند أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إلى ما خلص من هاتين الزيارتين، ليقول للمسؤولين الإسرائيليين حين أتى إلى تل أبيب أخيراً إن التوصل إلى حل يرضي طرفي النزاع، “حزب الله” وإسرائيل، على الجبهة الشمالية أمر مستحيل، ما دامت الحرب مستمرة في قطاع غزة، ولهذا يحث بلينكن تل أبيب على سرعة التوصل إلى صفقة مع حماس بأي ثمن “تقريباً”، لنزع فتيل جنوب لبنان.
ثغرة بلينكن
يحاول سيجورنيه الدخول من هذه الثغرة التي أحدثها بلينكن، ولعب دور الوسيط بين تل أبيب وبيروت، لكنه يرى معادلة نظيره الأميركي معكوسة، فمن دون وقف نار في غزة، صعب التوصل إلى حل سياسي في شمال إسرائيل.
وقالت القناة “13” الخميس إن فرنسا اقترحت استضافة “قمة ثلاثية، فرنسية – لبنانية – إسرائيلية، في باريس لتهدئة الأوضاع في الجنوب اللبناني”، فيما تؤكد تقارير إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو مستعدة للبحث في “تعديلات حدودية” مع لبنان، تساهم في صوغ تفاهم جديد، يمنع تطور الاشتباكات مع “حزب الله” إلى حرب شاملة.
وهذا ما تبرزه هيئة البث الإسرائيلية، إذ تنسب إلى مسؤول إسرائيلي مطلع على المباحثات مع واشنطن وباريس قوله إن الإدارة الأميركية تحث تل أبيب على التوصل إلى هذا التفاهم على الجبهة الشمالية، وهذا ما نقله هوكشتاين أخيراً عن المسؤولين الإسرائليين.
كيلومترات قليلة
يؤكد المسؤول نفسه أن بلاده توافق على تراجع عناصر “حزب الله” كيلومترات قليلة عن الخط الحدودي، “وليس إلى شمال نهر الليطاني كما سبق لتل أبيب أن طلبت، لتحقق الأمان الذي يريده سكان الشمال الإسرائيلي كي يعودوا إلى منازلهم”، مضيفاً: “تقضي المرحلة الأولى من المقترح الذي تروج له واشنطن تجميد الوضع على الحدود الشمالية، ليتم إبعاد عناصر ’حزب الله‘ بضعة كيلومترات عن الخط الحدودي”.
وعلى الرغم من هذه المساعي الدبوماسية، يستمر هرتسي هليفي، رئيس الأركان الإسرائيلي، في التهديد بالقول إن جيشه يستعد لللهجوم في الشمال”، كما يقول يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن بلاده ستشن حرباً شاملة ضد حزب الله في كل لبنان، “وستحتل مساحات واسعة في الجنوب اللبناني”.
السؤال المطروح اليوم: هل سيوافق “حزب الله” على التراجع عن الحدود مع إسرائيل؟ يقول مطلعون على المساعي الفرنسية إن هذا الأمر مطروح على الجانب اللبناني من خلال تسوية متكاملة، لا تفصل الوضع في جنوب لبنان عن غزة، لذا يحاول الأميركيون بذل كل جهد ممكن لعقد صفقة لوقف النار في غزة، وحينها يسهل إقناع حزب الله بالقبول بترتيبات أمنية حدودية، تحفظ المدنيين على جانبي الخط الأزرق، بضمانات أممية، تعززها فرنسا.