بيروت
في يوم الأربعاء الماضي، 24 نيسان/أبريل الجاري، دخل الناشط الإعلامي السوري مهند الزعبي إلى القنصلية الفرنسية في بيروت بناء على موعد مسبق بشأن طلبه اللجوء إلى فرنسا، وخرج ليقع فوراً في قبضة فرع المعلومات التابع بلقوى الأمن الداخلي اللبناني. ومنذ ذلك اليوم، ما زال مصره مجهولاً، بحسب تقرير نشره “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وكان الزعبي قد أجرى مقابلة أولى في القنصلية الفرنسية مع زوجته وأطفاله في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، لكن طلبه باللجوء إلى فرنسا قوبل بالرفض. وهذا كان موعده الثاني بعدما جدد طلبه.
خشية على حياته
تناشد عائلة الزعبي السلطات اللبنانية إطلاق سراحه، ولا تخفي مخاوفها من تسليمه للحكومة السورية، كما لا تستبعد أن يكون أحد الموظفين اللبنانيين في القنصلية الفرنسية قد رتب موعد المقابلة بهدف اعتقاله.
وبحسب التقارير، تلقى الزعبي اتصالاً من فرع المعلومات نفسه، خلال الفترة بين المقابلتين، يدعوه للحضور إلى والخضوع للتحقيق، فرفض الامتثال خوفاً من اعتقاله خصوصاً أنه دخل لبنان بطريقة غير شرعية.
إلا أن المحامية اللبنانية ديالا شحادة تمكنت مساء اليوم السبت من زيارة الزعبي في مكان احتجازه، وأكدت أن توقيفه تم بالصدفة على حاجز أمني مع شخصين سوريين آخرين، وجميعهم لا يحملون أوراق إقامة نظامية في لبنان.
أضافت شحادة: “تم إجراء تحقيق روتيني مع الزعبي، وتحليل لمحتويات هاتفه الجوال، فلم يظهر فيه ما هو مخالف للقانون”، مرجحة إطلاق سراحه الاثنين المقبل.
عمل الزعبي مع وكالات إعلامية محلية سورية عدة، قبل أن يجير على الخروج من درعا إلى لبنان، وكان مراسلاً ميدانياً لصالح “تجمع أحرار حوران” من ريف درعا الغربي، كما عمل مراسلاً لوكالة نبأ، وكان عضواً بارزاً في فريق طفس الإعلامي الذي وثق الانتهاكات بحق أهالي مدينة طفس التي تتبع إدارياً ناحية مزيريب في جنوب محافظة درعا بالجنوب السوري.
تدقيق مشدد
وفي سياق متصل، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية سيدةً تتحدر من بلدة في ريف السويداء، بعد وصولها من لبنان بقرابة 5 أيام.
وبحسب “المرصد”، تم اقتياد السيدة إلى أحد الأفرع الأمنية بدمشق بتهمة التخابر مع جهات معادية، ولم يسمح لمحاميها و لأي من ذويها باللقاء بها، وسط معلومات عن تنظيم ذويها احتجاجات لمعرفة مصيرها.
ونسب المرصد إلى ناشطين قولهم إن حملة التدقيق الأمني بلغت ذروتها خلال اليومين الماضيين، مع تزايد عدد السوريين العائدين من لبنان إلى سوريا بمساعدة مهربين عبر منافذ حدودية تربط بين لبنان وسوريا بريف حمص الغربي، تمثلت في اتخاذ الاستخبارات الجوية إجراءات أمنية غير مسبوقة بحق الراغبين في دخول حمص من الجهة الشمالية، من تدقيق مشدد في وثائقهم الرسمية.