الرياض
بعد أيام من إصدار التقرير السنوي لرؤية “السعودية 2030” في عامها الثامن، وأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً، ينتقل المنتدى الاقتصادي العالمي من مقره الدائم في دافوس إلى العاصمة السعودية الرياض، ليجتمع غداً الأحد برعاية ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وحضور أكثر من 1000 من قادة العالم، بينهم رؤساء دول وقادة من القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية.
وفي مؤتمر صحافي عقد اليوم السبت لهذه المناسبة، أكد فيصل بن فاضل الإبراهيم، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، أن هذا الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض “فرصة فريدة لإعادة رسم مسارات التنمية في جميع الدول، وتبني نموذج جديد للتعاون الدولي، وهو يهدف للسير قدماً نحو تجاوز الانقسامات وتحقيق الرخاء المشترك”.
أضاف الإبراهيم في المؤتمر الصحافي الذي حضره رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده: “المشهد الاقتصادي العالمي متقلب ويشهد العديد من التحديات، كما بات التغير المناخي يشكل تحديًا كبيرًا لمستقبل البشرية جمعاء، وأصبحت التقنيات تغيّر شكل الحياة التي عرفناها بسرعة كبيرة للغاية. بالتالي فإن التصدي لهذه التحديات يتطلب إجراء تحوّل ممنهج، وإعادة تقييم أساسي للخطط والسياسات، إلى جانب إعادة تقييم للروابط والنماذج الاقتصادية التي باتت أقل صلابة عمّا كانت عليه”.
على جدول أعمال المنتدى بالرياض، الذي ينعقد يومي 28 و29 نيسان/أبريل الجاري، 3 نقاط أساس: الأولى، تعزيز التعاون الدولي من خلال تحقيق الازدهار وتنمية المجتمعات، ودعم النمو الشامل وبناء مؤسسات قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية، وبناء مؤسسات أقوى تتمتع بالقدرات اللازمة لدعم النمو الشامل، من خلال التعاون الدولي في ما يخص القضايا الجوهرية، وبناء جسور التواصل بين الحكومات والقطاع الخاص ومختلف المنظمات، وتعزيز استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وإنشاء مجتمعات محورها الأساسي تطوير الإنسان وإعادة بناء الثقة في المنظمات الدولية.
النقطة الثانية عنوانها النمو، وذلك من خلال ترشيد توجيه الاستثمارات، وتحفيز التعافي الاقتصادي وضمان استدامة طويلة الأمد بتنويع شبكات التجارة والاستثمار، ومواكبة احتياجات النمو في المجتمعات الدولية، وتلبية متطلبات أسواق العمل المستقبلية، وتطوير نماذج اقتصادية مستدامة همّها تقليص الانبعاثات الكربونية؛ فيما تركز النقطة النقطة الثالثة على دور الطاقة في التنمية من خلال تحقيق التوازن المثالي بين الموارد العالمية للوصول إلى مستقبل آمن ومستدام، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة وزيادة الفرص الاستثمارية، ودفع التقدم نحو تحول عملي شامل في مجال الطاقة، ودعم الابتكار التحولي والاستثمارات المشتركة في مجالات الطاقة.
ويقول اقتصاديون إن هذه النسخة الخاصة من المنتدى مخصصة لمعالجة التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً، ولدعم الحوار العالمي واجتراح الحلول للتحديات العالمية المشتركة في ظل اضطرابات اقتصادية مُعقدة تزعزع الاستقرار العالمي، ليس أهمها الخطر الذي يهدد الإمدادات العالمية بالغذاء بسبب الحرب في أوكرانيا، والذي يهدد خطوط نقل الطاقة وسلاسل التوريد بسبب التوتر العسكري في البحر الأحمر.
ويضيفنن أن هذا الحدث يمثل فرصة لإطلاع المشاركين فيه على التقدم المحرز في استراتيجية التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، وفي بيئة الأعمال المتاحة أمام الاستثمار الأجنبي.