بغداد
وقع العراق وتركيا أكثر من 20 مذكرة تفاهم في مجالات عدة، خلال اجتماع في العاصمة العراقية بغداد، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي في بيان: “جرى توقيع 26 مذكرة تفاهم مع الجانب التركي في عدة مجالات، على رأسها ملف المياه وحصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات وملف الأمن وتكثيف الجهود لتدعيم أمن الحدود، إلى جانب المبادئ الخاصة بطريق التنمية الاستراتيجي بين دول الخليج وتركيا عبر الأراضي العراقية”.
وكان أردوغان قد وصل اليوم الاثنين إلى بغداد، في أول زيارة رسمية له منذ أكثر من عقد، واستقبله السوداني في مطار بغداد الدولي.
وقال السوداني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان إن “العراق لن يسمح بأي اعتداء على أراضيه كما لن يسمح أن تستخدم أراضيه منطلقاً للاعتداء على دول الجوار”، مطالباً باحترام سيادة العراق وأمنه، في حين قال أردوغان إن” الاتفاقيات التي جرى توقيعها ستفتح صفحة جديدة من العلاقات مع العراق”.
وقال السوداني في تصريحات قبيل الزيارة: “العراق وتركيا لديهما تاريخ ونقاط مشتركة ومصالح وفرص، وأيضاً أمامهما مشاكل: المياه والأمن سيكونان في مقدمة هذه المواضيع المطروحة” على جدول أعمال الزيارة.
وأضاف خلال ندوة في “المجلس الأطلنطي” للأبحاث، على هامش زيارته الأخيرة للولايات المتحدة: “نتناولها كلها حسبة واحدة. لن نذهب في محور معين ونترك الآخر. ولأول مرة نجد أن هناك رغبة حقيقية لكلا البلدين للذهاب إلى الحلول”.
وكان أردوغان قد أشار في منتصف أبريل إلى أن “مسألة المياه” ستكون إحدى أهم النقاط التي ستبحث خلال الزيارة في ظلّ الطلبات التي قدمتها بغداد بهذا الشأن، مؤكداً أن تركيا “ستبذل جهدًا لحلّها”.
وانتقد العراق في أكثر من مناسبة إقدام جارته تركيا على بناء سدود تسبّبت بانخفاض كبير في منسوب مياه دجلة والفرات اللذين ينبعان من أراضي تركيا، قبل أن يعبرا العراق من أقصاه الى أقصاه، وتدعو الحكومة العراقية لتقاسمٍ أفضل للمياه، لكن أنقرة دائماً ما تبدي امتعاضها إزاء إدارة الموارد المائية من السلطات ومن قطاع الزراعة والري في العراق.
وأعرب السفير العراقي في أنقرة ماجد اللجماوي عن أمله في “إحراز تقدم في ملفي المياه والطاقة، وكذلك عملية استئناف تصدير النفط العراقي عبر تركيا”، وفق بيانٍ لوزارة الخارجية العراقية.
وإضافة لزيارته بغداد، يزور الرئيس التركي أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
ويختلف البلدان بشأن صادرات النفط من إقليم كردستان التي كانت تمرّ عبر تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد، وتوقّفت هذه الصادرات منذ أكثر من عام بسبب خلافات قضائية ومشاكل فنية.
ويكبّد هذا التوقّف العراق إيرادات من موارده النفطية تتخطّى 14 مليار دولار، وفقاً لرابطة شركات النفط الدولية العاملة في إقليم كردستان (أبيكور).
وزار أردوغان العراق آخر مرة في عام 2011، حين كان رئيساً للوزراء.