واشنطن
توفي، أمس الأحد، الرهينة الأميركية التي عرفت أطول مدة احتجاز، والذي قضى سبعة أعوم لدى “حزب الله” اللبناني إبان الحرب الأهلية.
وتوفي المراسل السابق لوكالة “أسوشيتد برس”، تيري أندرسون، الذي احتُجز في لبنان سنة 1985، إثر مضاعفات عملية جراحة قلبية، وعُرف بأنه “الرهينة الأميركية التي شهدت أطول فترة احتجاز حتى الآن”.
ونقلت قناة “سكاي نيوز” عن ابنته، سولومي أندرسون، إن والدها الذي سجل اختطافه وسجنه وتعذيبه على يد “متشددين إسلاميين” في مذكراته الأكثر مبيعاً عام 1993 بعنوان “عرين الأسود”، توفي الأحد، في منزله في غرينوود ليك بنيويورك.
وكان “حزب الله” الموالي لإيران أعلن مسؤوليته عن عملية الاختطاف، قائلاً إنها جزء من “عمليات مستمرة ضد الأميركيين”.
وطالب الخاطفون حينها بإطلاق سراح سجناء في الكويت بسبب هجمات بالقنابل ضد السفارتين الأميركية والفرنسية هناك.
وخُطف أندرسون بعد أن أنهى مباراة تنس صباحية، وأجبره 3 رجال على النزول من سيارته في بيروت تحت تهديد السلاح، ودفعوه إلى سيارة أخرى، وقاموا بتغطية رأسه إلى أخمص قدميه ببطانية ثقيلة، واحتجزوه بعد ذلك لمدة طويلة قبل أن يتم إطلاق سراحه في 1991.
وروى بعد إطلاق سراحه أنه احتجز في زنزانات بالكاد مضاءة، وكان مقيدا من يديه وقدميه ومعصوب العينين معظم الوقت، وأضاف أنه “كاد يصاب بالجنون” وقد منعه الإيمان من قتل نفسه.
واستمر احتجاز أندرسون لمدة ست سنوات وتسعة أشهر، في زنزانات تحت شوارع بيروت وأماكن أخرى، وكان يعاني في كثير من الأحيان من سوء التغذية وينام على مرتبة رقيقة وقذرة على أرضية خرسانية، وتوفي والده وشقيقه بسبب السرطان خلال هذه الفترة ولم ير ابنته حتى بلغت السادسة من عمرها.
وبعد إطلاق سراحه، قام أندرسون بتدريس الصحافة في جامعة كولومبيا في نيويورك، وجامعة أوهايو، وجامعة كنتاكي، وجامعة فلوريدا حتى تقاعده في عام 2015.