دمشق
أقرت الحكومة السورية تأشيرة دخول إلكترونية إلى البلاد، في خطوة قد تساعد في زيادة أعداد القادمين، وبالتالي المساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد المتردي.
وتبدأ اعتباراً من مطلع شهر أيار/ مايو المقبل خدمة التقديم على تأشيرة الدخول إلى سوريا إلكترونياً.
وأوضح وزير السياحة لدى الحكومة محمد رامي مرتيني، أن “الراغب بالقدوم إلى سوريا لم يعد يحتاج إلى مراجعة السفارات أو القنصليات، بل يتقدم بطلبه للحصول على التأشيرة (الفيزا) عبر منصة إلكترونية ليحصل على النتيجة خلال مدة أقصاها 72 ساعة”.
وأضاف مرتيني في تصريحات لوكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا)، مؤخراً، أن إطلاق منصة الفيزا الإلكترونية يهدف إلى “التغلب على الظروف الصعبة التي تمر بها السياحة السورية، وبالأخص في الدول التي لا توجد فيها سفارات أو قنصليات”.
وأشار الوزير إلى أن تحصيل رسوم الخدمة للدول التي لا تملك ميزة دفع إلكتروني عند التقديم من خلال بوابة العرب والأجانب، يكون عبر إتاحة خيارين لدفع قيمة الفيزا، “إما عبر الدفع الإلكتروني إن كان متاحاً، أو تأجيل دفع قيمة رسم الخدمة لحين وصول الزائر إلى المنافذ الحدودية لتُستوفى الرسوم بشكل متكامل، وهي عبارة عن قيمة الفيزا ورسم بدل الخدمة”.
وأضاف أنه يمكن تقديم الطلبات الداخلية من خلال المكاتب السياحية المرتبطة بوزارة السياحة، كما يمكن للراغبين تقديم طلبات للحصول على تأشيرة الدخول من خلال منصة “أنجز سوريا”. أما بالنسبة للطلبات الخارجية، فيمكن للعرب والأجانب الدخول مباشرة إلى الموقع الخاص بتلقي الطلبات في وزارة السياحة.
واعتبر رئيس اتحاد غرفة السياحة طلال خضير، أن “المشروع يسهم في تعافي السياحة، لأن المنصة الإلكترونية هي مطلب للشركات السياحية الأوروبية”.
وفي تصريحات لصحيفة محلية، قال خضير: “ازداد أعداد القادمين هذا العام بشكل ملحوظ بعد إطلاق مشروع المنصة الإلكترونية”، مشيراً إلى أن المنصة هي “في طور التجريب حالياً بالتعاون مع وزارة الاتصالات”.
ولفت رئيس اتحاد غرف السياحة إلى أن أعداد القادمين من العراق ارتفعت أكثر من 50% عن الفترة السابقة، “ليس بقصد السياحة الدينية فحسب، بل بهدف السياحة العلاجية والترفيهية وزيارة المنتجعات، إضافة إلى تشجيع سياحة الأعمال في فترة المعارض، مع استهداف السياحة العائلية العراقية لزيارة المنتجعات الجبلية والساحلية، ما يزيد من إشغال الفنادق والمطاعم، وينعكس إيجاباً على الجميع، علما أن قيمة الإقامة في الفنادق تُسدَّد بالعملة الأجنبية”.
وتخطط وزارة السياحة السورية لدخول 2.5 مليون شخص إلى البلاد هذا العام، منهم 40% سُياح، مع ارتفاع عدد الليالي السياحية إلى 4.5 ملايين ليلة.
ووفق الإحصائيات الرسمية، فقد دخل البلاد أكثر من مليوني شخص العام الماضي، وقدر عدد الليالي السياحية بـ3.5 ملايين ليلة.
وكانت سوريا تستقطب قبل عام 2011 أكثر من 8 ملايين سائح عربي وأجنبي، إضافة إلى المغتربين السوريين.
ولكن تأثر البنية التحتية السياحية في سوريا بالحرب المستمرة منذ 13 عاماً، وتوقف العمل على تلك البنية خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، من طرقات وفنادق بالإضافة لغياب الكهرباء وغيرها من المشاكل الاقتصادية والداخلية والقوانين الحكومية، انعكست بشكل كبير على نسبة السياحة.