بيروت
كشفت سلسلة من التحقيقات الصحفية الفرنسية نشرتها مجلة “Le Point”، عن مصادر تمويل “حزب الله” عبر تجارة المخدرات بين أميركا اللاتينية وفرنسا.
ونشرت المجلة الفرنسية الشهيرة، أمس الخميس، سلسلة تقارير مطوّلة تحت عنوان “مليارات حزب الله”، وتحدثت عن تمدد أعمال الحزب في أوروبا وأميركا الشمالية، كما تحدثت عن مصادر تمويله وأسلحته وسيطرته على الدولة اللبنانية.
كما ذكرت التقارير أن الحزب ينشط في تبييض الأموال وتعزيز إمداداته من مادة “نيترات الأمونيوم” كمادة يستخدمها في صناعة المتفجرات.
وأشارت المجلة أيضاً إلى أن العملة المشفرة التي يعتمدها نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “تعد مصدراً آخر للحزب”، فيما نشاطه في الباراغواي والأرجنتين والبرازيل “مستمر منذ أكثر من 30 عاماً”.
وكشفت التقارير كذلك عن أنظمة معقدة من أعمال الحزب تمزج بين نشر التطرّف والفساد المالي، بما في ذلك تهريب المخدرات وغسل الأموال، خاصة في كولومبيا التي توفر حوالي 70 في المئة من الكوكايين في العالم، “لدرجة أن أموال تجارة المخدرات أصبحت اليوم المصدر الرئيسي الثاني لتمويل حزب الله”، بعد الدعم المالي الكبير الذي تقدمه له طهران، وفقاً للمجلة.
وتعتمد الشبكات الغامضة للحزب على جاليات كبيرة من الشتات من أصول عربية، يتراوح تعدادها بين 12 و18 مليوناً في جميع أنحاء قارة أميركا اللاتينية، وفقاً للكاتب والمحلل السياسي الفرنسي لوك دي باروشيز.
وتمكن “حزب الله”، بحسب المجلة، من الاعتماد على قائمة اتصالات طويلة من الشخصيات المؤثرة في تلك الدول، من التي ترجع أصولها إلى عدد من دول منطقة بلاد الشام.
وأشارت التحقيقات أيضاً أن الدعم لـ”حزب الله” قائم بقوة في دول أميركا اللاتينية باعتبارها مُعادية تاريخياً للولايات المتحدة، خاصة من قبل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، حسب الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس.
يُذكر أن “حزب الله” اللبناني المدعوم والمموّل من إيران، مصنّف من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والعربية بأنه منظمة “إرهابية”، فيما يقود حالياً مواجهات عسكرية مع الجيش الإسرائيلي قرب الحدود بين لبنان وإسرائيل، كما له تواجد عسكري في سوريا والعراق واليمن حسب تقارير دولية.