بيروت
قلل الإعلام الرسمي الإيراني من أهمية الهجوم الإسرائيل على مدينة أصفهان اليوم الجمعة، دون أن يتسم الخطاب بالتصعيد، فيما اكتفت وسائل الإعلام الإسرائيلي بنقل معلومات الضربة عن تقارير أجنبية.
ولم تذكر وسائل إعلام إيرانية أية أضرار أو ضحايا عن القصف الإسرائيلي الذي استهدف المدينة الواقعة بوسط البلاد.
ولم تصدر بعد أي تصريحات علنية من كبار السياسيين باستثناء وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن جفير الذي كتب منشورا من كلمة واحدة على منصة التواصل الاجتماعي إكس هي “ضعيف!”.
وقال مسؤول إيراني كبير إن “طهران لا تعتزم الرد”، بحسب وكالة “رويترز”.
من جهتها، قالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية “هناك اختلاق ملحوظ لتضخيم حجم الواقعة”.
فيما نقلت وسائل أخرى عن محللين إيرانيين قولهم، إن المركبات الجوية الصغيرة قادها متسللون داخل إيران، دون تأكيد أو نفي رسمي لذلك.
وانتشرت على مواقع التواصل الإيرانية مقاطع مصورة تقول إن الانفجارات ناجمة عن استهداف إسرائيلي بمسيرات رداً على ضربات طهران التي نفذتها ضد تل أبيب منذ ما يقرب من أسبوع.
وكان الهجوم هو أحدث ضربة متبادلة بعد مقتل سبعة ضباط إيرانيين في غارة على قنصلية طهران في دمشق، الأمر الذي أثار مخاوف من تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي واسع.
واختار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عدم قطع رحلته إلى إقليم سمنان بوسط البلاد، في إشارة إلى أن البلاد ليست في حالة تأهب قصوى، وفي إسرائيل، لم تصدر قيادة الجبهة الداخلية أي تعليمات جديدة للسكان.
ولا تسعى إيران التي نفت تعرضها لهجوم جوي مباشر، للرد على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان، حيث أبلغت روسيا إسرائيل بفحوى هذه الرسالة، فيما تحركت العديد من الدول لحث طهران على الاكتفاء بهذه الجولة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن روسيا أبلغت إسرائيل أن “إيران لا تريد تصعيداً”.
وفي السياق اعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن التعليق المحدود لإيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مدينة أصفهان، يشير إلى أن طهران لا تخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة
وقالت الصحيفة أن التفاعل الإيراني مع الضربة الإسرائيلية يدل على نجاح المساعي الدبلوماسية الدولية التي دعت إلى تجنب حرب شاملة في المنطقة منذ هجوم طهران بطائرات بدون طيار وصاروخ على الدولة العبرية الأسبوع الماضي.
في الأثناء، قالت “نيويورك تايمز”، إن رد الفعل الخافت بعد الضربة الإسرائيلية من كلا البلدين يشير إلى أنهما يريدان تخفيف التوترات.
وذكر موقع “سي إن إن” عن مصدر مخابرات إقليمي وصفه بالمطلع قوله، “إن الضربات المباشرة بين البلدين انتهت”، مستبعداً أن يكون هناك رد فعل إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان.
بدورها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على لسان مديرها العام، رافاييل غروسي، عدم وقوع أي أضرار للمواقع النووية في إيران، ودعا الجميع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وجدد تأكيده على أن المنشآت النووية لا ينبغي أبداً أن تكون هدفاً في الصراعات العسكرية، وأن الوكالة الدولية للطاقة تراقب الوضع من كثب.
وتعد مدينة أصفهان أكبر مركز للأبحاث النووية في إيران، وتحتوي على قاعدة عسكرية مهمة، بالإضافة إلى مطار أصفهان المدني.
وشنت إسرائيل ضربة جوية ضد إيران رداً على الهجوم الإيراني الذي استهدفها في نهاية الأسبوع الفائت.
فيما أعلنت إيران أنها أسقطت مسيرات عدة وأنه “ليس هناك هجوم صاروخي في الوقت الحالي” على البلاد، وذلك بعد سماع انفجارات قرب مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وفي السياق، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية الجمعة، بأن المنشآت النووية الموجودة في أصفهان بوسط إيران “آمنة تماماً”، وذلك بعد تقارير عن وقوع انفجارات في المنطقة.