دمشق
توقع مسؤولون أميركيون رداً إيرانياً يشمل أهدافاً واسعة في إسرائيل، ورجّح بعضهم أن توجّه طهران ضرباتٍ لتل أبيب اليوم الجمعة .
وتشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب في ظل تهديدات ووعيد متبادل بين طهران وتل أبيب، بعد تزايد حدة التوتر بين الدولتين على خلفية استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في دمشق.
وأشعل استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية وسط العاصمة السورية دمشق فتيل حرب وشيكة بين طهران وتل أبيب، إذ أن الغارة الجوية الإسرائيلية أدت لمقتل سبعة من كبار مستشاري إيران في سوريا وتدمير المبنى بشكل كامل.
وبعد ذلك، توالت التصريحات التي اتسمت بالتصعيد، وقالت طهران إنها سترد على تل أبيب في “الزمان والمكان المناسبين”، مؤكدةً على أن الانتقام لتلك العملية سيكون “قاسياً”.
وتوالت تصريحات المسؤولون الإيرانيون بضرب إسرائيل، التي نُسب إليها هجوم استهدف في الأول من نيسان/أبريل الجاري القنصلية الإيرانية بدمشق.
في الأثناء، دعت أطراف عدة دول الشرق الأوسط لضبط النفس لمنع المنطقة من الإنجرار إلى الفوضى.
حرب وشيكة
يرجح مسؤولون أميركيون هجوماً إيرانياً على إسرائيل اليوم الجمعة، متوقعين أن يشمل أكثر من 100 مسيرة وعشرات الصواريخ، وفق تصريحاتهم لـ “سي بي أس”.
وأضافوا أنه “سيكون من الصعب على الإسرائيليين صد هجوم بهذا الحجم”، مشيرين إلى أن الإيرانيين قد يختارون في نهاية المطاف شن “هجوم صغير” لتجنب التصعيد.
في حين نقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر أميركية قولها إن ضرب إيران للسفارات الاسرائيلية في الدول العربية هي من الخيارات المطروحة.
وفي اتصال هاتفي، قال وزير الدفاع الاميركي لنظيره الإسرائيلي إنه “يمكنكم الاعتماد على الدعم الأميركي الكامل في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات التي تشنها إيران”، بحسب بيان للبنتاغون.
ومن جهته، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين “ما زلنا نعتبر أن تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق” وتنوي الولايات المتحدة “بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها”.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون إن بلاده “تعمل على منع اندلاع حرب موسعة، فيما تسعى في الوقت عينه إلى التأكد من حماية جميع القوات الأميركية في المنطقة”.
وقال: “نحضر بشكل جيد لضمان جهوزيتنا أمام أي تطور محتمل في المنطقة”، وفق ما نقلت شبكة “سي بي أس”.
في غضون ذلك، تحدثت تقارير إعلامية عن توجيهات في الداخل الإسرائيلي بالإستعداد لأي هجوم إيراني محتمل عبر فتح الملاجئ العامة، وتزويد المنشآت العامة بالحماية، وإجراءات منع جنودٍ من السفر.
واستندت إلى إعلان الناطق العسكري الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن تعليمات الجبهة الداخلية للأفراد لم تتغير مطلقاً، بسبب تحذيرات لإيران، متطرقاً إلى التعاون المشترك بين واشنطن وتل أبيب.
إعلان تهديد وجهوزية
في المقابل، توعد المرشد الإيراني، علي خامنئي، بالرد قائلاً إن بلاده ستعاقب تل أبيب على استهدافها القنصلية.
كما توعد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني بتوجيه “صفعة قوية” لإسرائيل رداً على استهداف القنصلية، الذي وصف بأنه الأكثر إيلاماً لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني عام 2020 في محيط مطار بغداد.
وقال قائد المنطقة الشمالية للدفاع الجوي في إيران، إن الوحدات القتالية جاهزة للتعامل مع التهديدات ومستعدة للتصدي أمام أي سيناريو لاختراق الأجواء الإيرانية بحيث يفاجئ الأعداء.
وكشفت إيران مؤخراً عن منظومة دفاع جوي جديدة، تشمل منظومة “آرمان” محلية الصنع المضادة للصواريخ الباليستية ومنظومة “آذرخش” للدفاع الجوي منخفض الارتفاع.
وأعلنت عن المنظومة وسط تصاعد التوترات في المنطقة، حيث نفذت جماعة “الحوثي” اليمنية المتحالفة مع إيران سلسلة من الهجمات على سفن مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل في البحر الأحمر إظهاراً للتضامن مع قطاع غزة.
وتسببت الحرب في غزة، بإشعال التصعيد الإيراني الإسرائيلي، والذي أدى لاستهداف إسرائيل لعدة نقاط ومصالح إيرانية في المنطقة.