واشنطن
بتحوُّل الكرة الأرضية إلى قرية كونية، لم تعد نتائج الأزمات السياسية والاقتصادية محصورة ببلد أو مجموعة دول دون غيرها. كما أن الدول الكبرى والغنية، تتأثّر سلباً بالأزمات، أسوة بالدول الفقيرة أو الضعيفة.
وفي السياق، أكّد صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، أن النمو في الدول الغنية يتأثر بالصدمات التي تواجهها الاقتصادات الناشئة في مجموعة العشرين.
وأضاف أن دولاً، مثل الصين التي تُعَدُّ ثاني أكبر اقتصاد في العالم، من جهة، والأرجنتين المعرضة للتخلف عن سداد الديون، من جهة أخرى، صارت جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي لا سيما عبر التجارة ودورات إنتاج السلع الأساسية، ولم تعد “مجرد طرف متلق للصدمات العالمية”.
وكتب صندوق النقد، في فصل من تقرير “آفاق الاقتصاد العالمي” الذي صدر قبل اجتماع الربيع للبنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن العاصمة الأسبوع المقبل، “منذ عام 2000 زادت الآثار غير المباشرة الناجمة عن الصدمات المحلية في الأسواق الناشئة لمجموعة العشرين، وخصوصا الصين، وصارت من حيث الحجم قابلة للمقارنة مع تلك الناجمة عن الصدمات في الاقتصادات المتقدمة”.
وأشار التقرير أنه بإمكان الصدمات المحلية في الصين أن تكون السبب في ما يصل إلى 10 بالمئة من تباين الناتج في الأسواق الناشئة الأخرى بعد ثلاث سنوات، و5 بالمئة في الاقتصادات المتقدمة، في حين أن الصدمات في الأسواق الناشئة الأخرى في مجموعة العشرين تمثل ما يصل إلى 5 بالمئة من التباين في الأسواق الناشئة والاقتصادات الأخرى.
وتؤكد الطبيعة المتشابكة للاقتصادات، المخاطر التي يتعرض لها العالم الغني من الصدمات في دول بعيدة، غير أنها تؤكد كذلك الدفعة التي يمكن أن تحصل عليها الدول الغنية إذا تعززت الاقتصادات الناشئة مجدداً.
ونجحت الاقتصادات الناشئة العشرة في مجموعة العشرين، الأرجنتين والبرازيل والصين والهند وإندونيسيا والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا، في زيادة حصتها المجمعة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى المثلين منذ 2000.
وبشكل عام زادت التداعيات غير المباشرة ثلاثة أمثال تقريباً منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بقيادة الصين، في حين ارتفعت أيضاً مخاطر التداعيات من البرازيل والهند والمكسيك بشكل معتدل.
وتواجه الصين مشكلات اقتصادية منذ فترة طويلة مع ارتفاع مستويات ديون الحكومات المحلية التي تحد من الاستثمار في البنية التحتية، ودخول أزمة سوق العقارات عامها الرابع، كما تتعرض فيها ثقة المستهلكين والمستثمرين أيضاً للضغوط.
وفيما يتعلق بروسيا، قال صندوق النقد إن تحول الاقتصاد الروسي نحو آسيا من المرجح أن يغير اتجاه التأثيرات غير المباشرة.