بيروت
وقع المسؤول في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان ضحية لعصابات السرقة والاغتيالات التي تنشط بين لبنان وسوريا. الرجل المسؤول عن حزبه في قضاء جبيل الواقع شمال بيروت، والذي يضم عشرات الآلاف من مناصريه، تعرض للاعتداء في وضح النهار يوم الأحد الماضي، ففقد حياته في ظروف لا تزال غامضة حتى الآن.
تبعت الجريمة اعتداءات محدودة على السوريين في بيروت وضواحيها، ولم يتم تسجيل وقوع إصابات خطيرة، وذلك بعد وصول نبأ مقتل سليمان إلى أنصاره مساء الاثنين.
يُعد سليمان من المسؤولين الأساسيين في حزب “القوات اللبنانية”، وهو من بلدة ميفوق في قضاء جبيل، ويعمل كمهندس إلكتروني في إحدى المصارف اللبنانية، ولديه ثلاثة أولاد.
“القوات”: “الجريمة سياسية وليست جنائية”
في حديث خاص لموقع “963+”، رأى أحد أقارب سليمان أن الجريمة “سياسية وهي عملية اغتيال”، رافضاً ربط دوافعها بعمليات سرقة السيارات وعصاباتها.
وكانت الجريمة قد حدثت على الطريق العام الواصل بين قرى ميفوق، حاقل والخاربة الواقعة في مرتفعات قضاء جبيل، حيث أوقفت سيارة “سوبارو” تحمل أربعة مسلحين سيارة سليمان واعتدوا عليه، بحسب مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.
وبعد الإعلان عن نبأ وفاته، أشارت مصادر رفيعة في حزب “القوات اللبنانية” لقناة “الحدث” أن الجريمة “سياسية وليست جنائية” مشددين على رفض ربطها بدافع السرقة، خاصة وأن سيارة المغدور بقيت في لبنان، وتحديداً في مدينة طرابلس شمال البلاد، فيما نُقلت الجثة إلى الداخل السوري.
أما عن مكان نقل جثة سليمان، فتفيد معلومات أمنية خاصة لموقع “+963” إلى أن الجثة وُجدت في قرية صغيرة في القصير السورية تسمى “أبو حورية” الواقعة قرب الحدود اللبنانية السورية، والتابعة لريف حمص. هذا وكانت صحف لبنانية قد أشارت، صباح يوم الثلاثاء، إلى أن الرأس المدبر للعملية يتمرّكز في قرية زيتا الحدودية مع لبنان، وهو لبناني ينتمي إلى عشيرة “آل جعفر” وينفذ مع شركاء سوريون آخرون جرائم في لبنان تتعلق بالاتجار بالمخدرات وسرقة السيارات والمنازل الغنية.
وفي السياق نفسه، وخلال الساعات الأولى بعد ارتكاب الجريمة، أشار بعض مسؤولي حزب “القوات اللبنانية” بأصابع الاتهام إلى “حزب الله” بوصفه متهماً في الجريمة، مشبهينها بجريمة أخرى وقعت في التاسع من آب/أغسطس الماضي.
في حينها، قُتل مسؤول حزب “القوات” في جنوب لبنان الياس الحصروني، حيث أظهرت كاميرات المراقبة سيارات رباعية الدفع تابعة لـ “حزب الله” أوقفت سيارة الحصروني واقتادته معها، ليعود ويُعثر على جثته في اليوم التالي في قرية عين إبل جنوب لبنان.
“القوات” ترفض الاعتداءات على السوريين
مع وصول نبأ مقتل سليمان إلى لبنان، قام بعض الشبان بالاعتداء على بعض السوريين، وخاصة في منطقة جبيل حيث أوقفوا بعض السيارات التي تحمل أرقاماً سورية، كما أغلقوا بعض المحلات التجارية التي يشغلها سوريون.
على المنوال نفسه، قام بعض الشبان اللبنانيون بالاعتداء على سوريين في منطقة برج حمود والدورة، الواقعة في تاضواحي الفقيرة من العاصمة بيروت. فيما أفادت مصادر خاصة في بلدية فرن الشباك القريبة منهما لموقع “+963″، إلى أن ثلاثة نازحين سوريين تعرضوا لجروح طفيفة هناك، فيما نُقل واحد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتشير أرقام المنظمات الدولية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان يبلغ حوالي 800 ألف، لكن إحصاءات “لجنة الاقتصاد والتجارة” اللبنانية تفيد أن “الرقم الإجمالي للنازحين في لبنان يبلغ حوالي مليونين و100 ألف نازح”، هذا ويتعرض الكثير منهم للاعتداءات عند حدوث طارئ أمني كما حدث بعد مقتل سليمان.
وبالتزامن، نشرت “الدائرة الإعلامية” في حزب “القوات اللبنانية”، وهي بمثابة الجهاز الرسمي الناطق باسم الحزب، بياناً دعا فيه مناصري الحزب إلى “الخروج من الشارع والساحات وفتح الطرقات”، متوجهاً إليهم إلى “عدم الإنجرار إلى الفتنة والتحضير لتشييع سليمان“.
وطوال ليل الإثنين، عمد مسؤولو حزب “القوات اللبنانية” لمنع حدوث إشكالات أمنية بين أنصار الحزب والسوريين، فيما شهدت منطقة الأشرفية في بيروت، التي تُعتبر معقلاً شعبياً لحزب “القوات”، نزوحاً محدوداً من قبل السوريين إلى مناطق أخرى خوفاً من ردود الفعل العنفية.
هذا وأعلنت عائلة سليمان عن تقبل التعازي في كنيسة مار جرجس في جبيل ابتداءً من يوم الثلاثاء وحتى حين تعيين موعد للدفن. فيما أعلن الجيش اللبناني في بيان صباح يوم الثلاثاء، عن تسلّمه لجثة سليمان، حيث سيقوم بتسليمها إلى ذويه “بعد انتهاء الإجراءات اللازمة““.
ويتحضّر أنصار “القوات” لتنظيم حشد كبير في مأتم سليمان، يُتوقع أن يحضره مسؤولون رفيعو المستوى في لبنان، وإصدار مواقف عالية السقف ستطال “حزب الله” بحسب ما قال قيادي تنظيمي في حزب “القوات” لموقع “963+“.