واشنطن
حظيت الحكومة السورية بالحصة الأكبر من الدعم الذي توفره إيران للفصائل التابعة لها في دول الشرق الأوسط، وخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة التي تحولت فيها سوريا إلى ساحة حرب محلية وإقليمية كبرى.
وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن إيران تدعم أكثر من 20 فصيل مسلح في الشرق الأوسط، بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بإمدادات الأسلحة أو توفير التدريبات العسكرية أو تقديم المساعدات المالية.
وبالرغم من أن إيران التي تعاني من العقوبات، محاطة بدول تختلف عنها مذهبياً ولغوياً، إلا أنها مع ذلك، نجحت في إبراز قوتها العسكرية عبر مساحة كبيرة من الشرق الأوسط، وفق “نيويورك تايمز”.
وقدمت الصحيفة شرحاً مفصّلاً عن أبرز تلك الفصائل وجذورها والدور الذي تلعبه لتعزيز مصالح طهران في المنطقة، وفي مقدمتها: “حزب الله” اللبناني، وجماعة “الحوثي” في اليمن، والفصائل العراقية، وحركة “حماس” في غزة.
وأضافت الصحيفة الأميركية في تقريرها أن “إيران لم تقدم أي موارد لـ “حكومات” إقليمية أكثر مما قدمته للحكومة السورية، خلال الحرب التي تعيشها البلاد لأكثر من عقد من الزمان، حيث نشرت طهران مواردها على نطاق واسع، ودعمت العناصر المسلحة خارج القوات الحكومية وداخلها”.
وبحسب الصحيفة فإن “إيران ركزت جهودها في لبنان على “كيان مسلح” غير حكومي في إشارة إلى “حزب الله”، بينما يذهب الدعم في سوريا إلى الجهات المسلحة “الحكومية وغير الحكومية” بالإضافة إلى “حزب الله” أيضاً.
وأكدت الصحيفة أن “هناك مجموعتان بالوكالة تتألفان من مقاتلين تم تجنيدهم في إيران ويسيطر عليهم بالكامل “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني”، والبعض الآخر هو عبارة عن قوى محلية مكونة من مجموعات سنية وشيعية وعلوية ومسيحية”.
وساعدت إيران في دعم الرئيس السوري بشار الأسد بطرق عديدة، بما في ذلك قروض بمليارات الدولارات، وإمدادات نفط بأسعار مخفضة ومدفوعات للمساعدة في دعم القوات الحكومية، بحسب “نيويورك تايمز”.
وذكرت الصحيفة أن “الحرس الثوري” ينشر فصيل “فاطميون”، المكون من اللاجئين الأفغان الشيعة، وفصيل “زينبيون”، المكون من لاجئين شيعة من باكستان، في سوريا، حيث تعمل الفصائل المدعومة من إيران في سوريا على تعديل وتصنيع وتخزين الأسلحة التي توزعها طهران بعد ذلك على الفصائل الموالية لها في جميع أرجاء المنطقة، وعلى رأسها “حزب الله” في لبنان.
وعلى مدار 12 إلى 15 سنة الماضية، وبناءً على طلب إيران، أعادت الحكومة السورية تجهيز بعض منشآت الأسلحة لديها وتحويلها إلى مراكز إنتاج لتحديث الصواريخ متوسطة المدى والقذائف باستخدام أنظمة التوجيه الدقيقة، وفق ما أوردت الصحيفة.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن “حركة “حماس والجهاد الإسلامي” يتلقيان معاً أكثر من 100 مليون دولار سنوياً من طهران، بالإضافة إلى الأسلحة والتدريب، وفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2020″.
وأوردت الصحيفة أنه “في مقابلة عام 2022، قال الزعيم السياسي لـ “حماس” إسماعيل هنية، إن “حماس” تتلقى حوالي 70 مليون دولار سنوياً”.
ولم تكتف إيران بتزويد “حماس والجهاد الإسلامي” بالأسلحة والتدريب فحسب، بل قامت أيضاً بتعليم “حماس” كيفية صنع وتجميع أسلحتها الخاصة من الإمدادات المحلية، بحسب الصحيفة الأميركية.