القاهرة
ذكرت حسابات إثيوبية رسمية، اليوم الجمعة، أن إعادة تنفيذ خطة انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء مصر، بدءًا من 15 أبريل الجاري وتخفيف الأحمال، في إطار استراتيجية تهدف إلى إدارة أزمة الطاقة في البلاد، والتي شهدت انقطاع التيار الكهربائي في 24 محافظة من أصل 27 محافظة فإن سد النهضة يظهر هنا كمنارة للأمل، على حد وصفها.
ومع توقع زيادة استهلاك الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، تخطط الحكومة المصرية لتمديد فترات الانقطاع من ساعتين إلى أربع ساعات يومياً في معظم المناطق بحلول تموز/يوليو المقبل. علماً أن الكهرباء تنقطع عن 24 محافظة من أصل 27 محافظة، وهذا ما يحفّز أثيوبيا على دفع مصر للتفاوض حول السدّ لمواجهة تحديات الطاقة.
واعتبرت أديس أبابا أن سد النهضة يقدم حلاً رائداً لنقص الكهرباء في مصر، ويستطيع أن يُحدِث ثورة في توليد الطاقة في المنطقة. علماً أن مشروع السد، اكتمل بأكثر من 95 بالمئة، ويحتوي على 42 مليار متر مكعب من المياه.
وأشارت الحسابات الرسمية الإثيوبية إلى أنه مع تجهيز خمسة من توربينات السد لإنتاج قدرة مركبة تبلغ 1950 ميغاوات من الطاقة في الأشهر المقبلة، يعد السد بمثابة بارقة أمل لتخفيف مشاكل الكهرباء في مصر بشكل كبير. ومن المقرر أن يفوق إنتاج سد أسوان في مصر.
مضيفة أنه وبعد تفعيل توربيناته الستة المتبقية تدريجياً خلال الأشهر السبعة المقبلة، سيحقق السد القدرة التشغيلية الإجمالية، حيث سيولد طاقة كهربائية لا مثيل لها تبلغ 5150 ميغاوات من خلال توربيناته الثلاثة عشر.
وقالت إن هذا المشروع الضخم لا يرمز إلى خطوة إثيوبيا نحو الطاقة المستدامة والنمو الاقتصادي فحسب، بل يمثل أيضاً شهادة على قوة التعاون على الخلاف، مضيفة أنه بينما تواجه مصر تحديات الطاقة، يقدم سد النهضة الإثيوبي جانباً مشرقاً، مما يؤكد الإمكانات التحويلية للإدارة التعاونية للموارد المائية في حوض النيل.
ويُذكَر أن اثيوبيا احتفلت أول أمس الأربعاء، بالذكرى 13 على بدء إنشاء سد النهضة، واستفزّت مصر بصور حديثة توضح ما وصلت إليه آخر الإنشاءات في السد.
وعلى مستوى المفاوضات بين البلدين، رأى وزير الري المصري، هاني سويلم، أنه ليس هناك أي تطور جديد في مفاوضات سد النهضة التي انتهت ولا عودة لها بالشكل المطروح لأنه استنزاف للوقت.
وأكّد في وقت سابق أن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر، وهناك تأثيرات يمكن مواجهتها وأخرى لا يمكن. وعن التأثيرات التي تُحدِثها اثيوبيا على مصر، قال سويلم أن الجانب الإثيوبي سيدفع ثمنها في يوم من الأيام.
ووفقاً لاتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا فإنه لو تسبب سد النهضة بأي أضرار لدول المصب فعلى المتسبب بها أن يدفع ثمن الضرر.
وأشار سويلم إلى أنه من حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.