بيروت
أعلن وزير الداخلية اللبنانية بسام المولوي، أمس الخميس، أن موضوع النازحين السوريين “خطير جداً ويجب إيجاد حلّ سريع له”، مؤكداً أن جميع اللبنانيين موحدين حول هذا الموضوع الذي “لا يمكن أن يتحمله لا لبنان ولا أي دولة في العالم”.
تزامن حديث المولوي مع إعلان دولة قبرص أن “أكثر من 600 لاجئ سوري وصلوا إلى البلاد على مدى الأيام الأربعة الماضية قادمون من السواحل اللبنانية”، في حين دعا الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، المفوضية الأوروبية إلى التوسّط لدى السلطات في لبنان لوقف قوارب اللاجئين السوريين المتجهة إلى بلاده التي “وصلت إلى نقطة الانهيار”.
وأتى حديث الوزير اللبناني عقب زيارته لرئيس الطائفة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مقره في بكركي شمال بيروت، حيث لفت إلى أن “الموضوع السوري بحاجة إلى خطة عودة وإطار زمني”.
وقال الرئيس القبرصي في اجتماع لمجلس الوزراء أن “هناك أزمة خطيرة بسبب عمليات الوصول شبه اليومية تلك”، منتقداً دور لبنان في السماح للاجئين السوريين بالوصول إلى بلاده.
وتستغرق الرحلة البحرية من لبنان أو سوريا إلى قبرص نحو 10 ساعات فقط، وهي تزداد عادة في حال تحسّن الطقس وغياب العواصف.
وكانت “نداء الوطن” اللبنانية قد ذكرت، في 18 آذار/مارس الماضي، إلى أن رحلات الهجرة غير الشرعية بالمراكب عبر البحر “استعادت نشاطها وزخمها مجدداً”، حيث شهدت بداية فصل الربيع عدداً من الرحلات من شواطئ شمال لبنان نحو قبرص، بعد توقّف قسري لبعض الوقت بسبب أحوال الطقس وفصل الشتاء.
وتعد منطقتا العبدة والعريضة في أقصى شمال لبنان، ومنطقة المينا في مدينة طرابلس، أبرز أماكن انطلاق مراكب الهجرة غير القانونية، في حين أن أبرز وجهات هذه المراكب هي قبرص واليونان “حيث لا تزال الدولتان تتعاملان مع السوري الآتي عبر البحر بصفة لاجئ”، ولا توقف إلا سائقي المراكب.
ووصل نحو 2000 مهاجر إلى جزيرة قبرص عن طريق البحر في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بـ 78 فقط في الفترة نفسها من عام 2023، وفقاً لبيانات رسمية قبرصية.
وعلى الرغم من قرب المسافة، تبقى الرحلة بين لبنان وقبرص محفوفة بالأخطار، وذلك بسبب غياب سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الدولية في هذه المنطقة من البحر الأبيض المتوسط.