بيروت
أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن عدد مقاتلي “حزب الله” الذين قضوا في الحرب الدائرة في جنوب لبنان، فاق عدد مقاتليه المعلن الذين قتلوا في حرب تموز 2006.
وشدّد الخبر الصادر أمس الخميس، على الفارق الكبير بين طبيعة المعركتين، حيث وصف “حزب الله” المعركة الحالية بأنها “جبهة مساندة ودعم” لقطاع غزة، بينما كانت حرب عام 2006 التي امتدت على 33 يوماً “حرباً مفتوحة”، وشملت سائر الأراضي اللبنانية.
ويخوض الحزب معركة ضد الجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد يومين فقط من إندلاع الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس”، فيما تبقى العمليات العسكرية “محصورة في إطار جغرافي لا يتخطى السبعة كيلومترات على ضفتي الحدود في أغلب الأحيان” حسب الصحيفة، مع استثناءات قليلة حيث تنفذ إسرائيل ضربات في مناطق أبعد عبر سلاح الجو في البقاع شرق لبنان أو في قرب مدينة صيدا جنوب بيروت.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد المقاتلين الذي قتلوا على الجبهة اللبنانية وصل إلى 279 مقاتلاً قضوا في جنوب لبنان وشرقه جراء الضربات الإسرائيلية.
بدوره، قال الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين إن هؤلاء ينقسمون إلى 260 مقاتلاً نعاهم “حزب الله”، 14 مقاتلاً نعتهم حركة “أمل”، 3 مقاتلين نعتهم “الجماعة الإسلامية”، ومقاتل نعاه “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، فضلاً عن عسكري واحد نعاه الجيش اللبناني.
وتشير تقديرات “الدولية للمعلومات”، وهي مؤسسة دراسات وإحصاءات لبنانية، إلى أن عدد المقاتلين المعلن الذين قتلوا في حرب تموز عام 2006 يقارب الـ250 مقاتلاً، بينما ناهز عدد المدنيين اللبنانيين القتلى في حينها الـ1200 مدني.
وتستخدم إسرائيل في هذه الحرب معظم الأسلحة التي سبق واستخدمتها في حرب تموز، مثل الغارات الجوية والقصف المدفعي، التي أدت إلى دمار كبير في المنطقة الحدودية. كما زادت عليها ترسانة متطورة من الصواريخ الدقيقة والقنابل الموجّهة والذخائر التي تطلقها مسيّرات متطورة جداً تلاحق المقاتلين في الميدان. لكن إسرائيل لم تقم بتوغّل بريّ، كما حدث في حرب تموز، ولم تستخدم القصف من البحر، مثل عام 2006.
إضافة إلى 279 مقاتلاً، ثمة مقاتلون فلسطينيون آخرون قضوا في المعركة نعتهم حركة “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي”، كما سُجل مقتل 66 مدنياً لبنانياً حتى اليوم. وينقسم هؤلاء إلى 23 امرأة، و15 رجلاً، و8 أطفال، و3 صحافيين و18 مسعفاً، وفقاً لأرقام “الدولية للمعلومات”.
وينقسم المسعفون إلى 9 مسعفين من “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لـ”حزب الله”، واثنين من “جمعية الرسالة للإسعاف الصحي” التابعة لحركة “أمل”، و7 من “الجمعية الطبية الإسلامية” المقربة من “الجماعة الإسلامية”.
يُذكر أن بعض الأحزاب المسلحة تنشط إلى جانب “حزب الله” المسيطر عسكرياً على جنوب لبنان، ومنها حركة “أمل” التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، و “الجماعة الإسلامية” التي تُعد تنظيماً تابعاً لجماعة “الإخوان المسلمون” في لبنان..