برلين
يتزايد عدد الأطباء الأجانب في ألمانيا ومعظمهم سوريون، إلا أن سوق العمل هناك لا تزال تعاني نقصاً مستمراً، حيث يدعو الخبراء للاعتماد على الأطباء القادمين من الخارج لتشغيل النظام الصحي في البلاد.
وقالت نائبة رئيس غرفة الأطباء الألمانية، إلين لوندرشاوزن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) “بدون أطباء من الخارج، لا يمكننا الحفاظ على نظام الرعاية الصحية لدينا بالمعايير الحالية”، حيث يوجد في البلاد 64 ألف طبيب يحملون جوازات سفر أجنبية؛ يعمل نحو 80% منهم في المستشفيات.
وتكشف إحصائيات الأطباء الألمانية أن هؤلاء اﻷجانب يعملون “بشكل فوق المتوسط في كثير من الأحيان” في مستشفيات صغيرة وخارج المناطق الحضرية، ففي ولاية تورينجن وحدها، ينحدر حوالي 25% من أطباء المستشفيات من الخارج، والنسبة مرتفعة بالمثل في ولايات أخرى بشرقي البلاد.
وأكدت نائبة رئيس جمعية المستشفيات الألمانية، هنريته نيوماير، أن البلد بحاجة إلى هؤلاء الأطباء بشكل خاص في ولايات شرق ألمانيا، مضيفة: “لولا هجرة الأطباء لانخفضت عروض الرعاية الصحية هناك”.
ويعمل في ألمانيا حوالي 421 ألف طبيب في المستشفيات والعيادات والمؤسسات البحثية والسلطات، وقد وصل عدد الأطباء الأجانب العاملين في البلاد حتى نهاية عام 2023 إلى نحو 63.763، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق بتاريخ البلاد، بحسب إحصائيات الجمعية الطبية الألمانية.
ورغم ارتفاع هذا العدد، لا يزال النقص كبيراً لتغطية حاجة البلاد من الأطباء، ووفقاً للمعلومات فإن معظم الأطباء الذين لا يحملون جواز سفر ألماني يأتون من دول الاتحاد الأوروبي أو دول أوروبية أخرى وكذلك من دول الشرق الأوسط.
ويعتبر الأطباء السوريون الأكثر عدداً مع وجود 6120 طبيباً ممارس في هذا البلد اﻷوروبي، يليهم الأطباء الرومانيون وعددهم 4668، ثم النمساويون بـ2993 طبيب، واليونانيون بـ2943 طبيب، بينما يوجد 2941 طبيب روسي، و2628 طبيب تركي.
وذكرت مواقع محلية أن ألمانيا تعتبر وجهة جذب للأطباء السوريين، الذين يتمتعون بسمعة طيبة في سوق العمل، حيث أنها ترحب بهم بسبب النقص الموجود، “لكن هذه الموضوع ليس سهلاً ” فبحسب أطباء سوريين فإن الصعوبات تواجه الطبيب بكل المراحل، تبدأ من التقديم للحصول على التأشيرة، ولا تنتهي حتى بعد الحصول على عمل.
يذكر أن الحرب السورية التي تلت إحتجاجات شعبية كانت قد اندلعت في منتصف آذار/مارس من العام 2011، أرغمت عدداً كبيراً من الأطباء والصيادلة وأصحاب مهنٍ أخرى على مغادرة البلاد.
وبحسب تقارير أممية فإن أكثر من 6.5 مليون شخص هاجر من سوريا إلى أكثر من 130 بلد حول العالم، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.