خاص – أنقرة
فُتِحَتْ مراكز الاقتراع، صباح اليوم، في جميع أنحاء تركيا لإجراء الانتخابات المحلية التي تسودها منافسة حامية في بعض المدن وبخاصة في المدينة الأكبر إسطنبول.
وبدأ التصويت عند الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي وينتهي عند الساعة 5 مساءً، فيما يُتوقع بداية صدور النتائج الأولية بحلول الساعة 10 مساءً بتوقيت تركيا.
تُعد هذه الانتخابات مؤشراً على شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما أنها ستحدد من يسيطر على مدن حيوية مثل إسطنبول وأنقرة، وتمثل لحظة محورية لأردوغان في محاولته استعادة السيطرة على المدن الرئيسية التي فقدها لصالح المعارضة قبل خمس سنوات.
في سنه السبعين، يسعى أردوغان بجدية لاستعادة مدينة إسطنبول، وهي المدينة الأبرز التي تضم حوالي 16 مليون نسمة، والتي بدأ فيها الرئيس التركي مسيرته السياسية كعمدة عام 1994.
وفي حال حقق حزب “العدالة والتنمية” الحاكم نتائج مهمة في هذه الانتخابات، فمن المتوقع أن يُعزز شرعيته السياسية ومكانته في تركيا، تمهيداً لما يذكره خبراء أتراك بشكل دائم عن نية الحزب “إجراء تعديلات دستورية تعكس قيمه المحافِظة”.
أما بالنسبة للمعارضة المنقسمة بين أحزابها، فإن استمرار الاحتفاظ بإسطنبول وأنقرة سيشكّل دعماً مهماً لها ويساعد في إعادة تنشيط الموالين لها.
وتعاني تركيا من صعوبات اقتصادية محلية تفاقمت بسبب زيادة تكاليف المعيشة، مما يمكن أن يؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث يشكك الناخبون المحبطون من كلا الطرفين في قدرة الأتراك على التغيير السياسي.
وفيما يبدو وضع مرشح المعارضة في العاصمة أنقرة، منصور يافاش، جيداً أمام خصمه المنتمي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، تتجسد المعركة الانتخابية الحقيقية في مدينة إسطنبول، حيث تفيد أرقام استطلاعات الرأي عن تقارب بين أرقام عمدة المدينة الحالي، أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، وأرقام وزير البيئة والتخطيط العمراني السابق مراد كوروم.
وفي حال فوز إمام أوغلو، سيشكل الرجل تحدياً قوياً لحزب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المنوي إجراؤها عام 2028، حيث أعرب عمدة إسطنبول مراراً عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية.
في المقابل، تبدو المعركة الانتخابية سهلة بالنسبة للحزب الحاكم في الولايات الأناضولية وسط البلاد، حيث يتقدم حزب “العدالة والتنمية” فيها في مقابل أخصامه من أحزاب متنوعة.
وتشكّل هذه الانتخابات نقطة فارقة في تركيا، إذ أنها لا تحدد فقط من يحكم المدن والبلديات، ولكن تعطي أيضاً نظرة حول مستقبل سياسة تركيا وهوية قيادتها.