خاص – أنقرة
على عكس الانتخابات البلدية السابقة، لا تشير معظم أرقام استطلاعات الرأي في تركيا إلى تنافس حقيقي في المدن الكبرى. ففي عام 2019، أفادت أرقام الاستطلاعات عن فروقات طفيفة بين مرشحي حزب “العدالة والتنمية” الحاكم ومرشحي أحزاب المعارضة، فيما تشير أرقام أبرز مراكز استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الماضية إلى تقدم كبير لمرشحي المعارضة، وخاصة في العاصمة أنقرة ومدينة إزمير، فيما يظل التنافس حاداً في مدينة إسطنبول.
وكشف متوسط نتائج 14 استطلاع رأي أجرتها مراكز تركية متنوعة خلال شهر آذار/ مارس الحالي عن تصدر مرشح المعارضة في مدينة إسطنبول أكرم إمام أوغلو بنسبة 42.8 في المئة، متقدماً على مرشح حزب “العدالة والتنمية” الحاكم مراد كوروم الذي حاز على نسبة 39.7 في المئة من الأصوات فقط.
ويتنافس عشرات المرشحين للفوز برئاسة بلدية المدينة الأكبر في تركيا، إلا أن الجميع، باستثناء إمام أوغلو وكوروم، لا يحظون بأكثر من 10 في المئة من مجمل الأصوات حسب معظم مراكز استطلاعات الرأي.
أما بلدية أنقرة، فأظهر استطلاع أجرته مؤسسة “متروبول للدراسات” تقدم مرشح حزب “الشعب الجمهوري” المعارض منصور يافاش بنسبة 47 في المئة، متقدماً على مرشح الحزب الحاكم تورغوت ألتينوك الذي حصل على 37.6 في المئة من الأصوات فقط. فيما أشارت نتائج مركز “أريا للاستطلاعات” الموالي للمعارضة إلى تقدم ألتينوك بنسبة 60 في المئة.
وفي المقابل، تشير 6 مراكز استطلاع رأي إلى أن فوز مرشح المعارضة في مدينة إزمير شبه محسوم، مع تقدمه بحوالي 43.8 في المئة، مقابل أرقام بسيطة لمرشح الحزب الحاكم.
ويشارك حوالي 65 مليون تركي في الانتخابات البلدية اليوم، لاختيار السلطات المحلية لولاية جديدة. وفيما تبدو المعارضة في وضع أفضل في المدن الكبرى، تشير أبرز مراكز استطلاعات الرأي إلى تقدم الحزب الحاكم في المدن الواقعة في الأرياف وفي شرق البلاد الأكثر محافظة اجتماعياً.
ويعتمد الحزب الحاكم على استفادته من السلطة التي يمتلكها منذ توليه الحكم عام 2002، حيث أشارت بعض أحزاب المعارضة إلى أن 90 في المئة من وسائل الإعلام تخضع لسيطرته، و”تنقل الدعاية له بشكل غير عادل”.
وبحسب المعارضة كذلك، خصص التلفزيون الرسمي التركي TRT حوالي 32 ساعة من التغطية للحزب الحاكم في أول 40 يوماً من الحملة الانتخابية، مقابل تخصيصه 25 دقيقة فقط لمنافسيه.
وفازت المعارضة التركية في الانتخابات البلدية السابقة عام 2019 بأكبر المدن سكاناً في البلاد، حيث سيطرت على مجالس بلديات أنقرة، إسطنبول، وإزمير. في المقابل، لا يزال الحزب الحاكم يحتفظ بشعبيته في المدن الريفية في وسط تركيا وشرقها.