بيروت
حلقت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، في ختام تعاملاتها لهذا الأسبوع، مسجلة أفضل أداء شهري منذ تموز/يوليو 2020، بدعم من رهانات خفض أسعار الفائدة الأميركية والطلب القوي على الملاذ الآمن ومشتريات البنوك المركزية.
وأنهت أسعار الذهب في التعاملات الفورية آخر جلسات شهر آذار على ارتفاع بنحو 1.7 في المئة، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2232.4 دولاراً للأونصة، ومسجلة مكاسب شهرية بنحو 9.3 في المئة، ما يمثل أفضل أداء شهري للذهب منذ تموز/يوليو 2020، عندما ارتفع بنسبة 10.8 في المئة، وسط جهود التحفيز النقدي والمالي الكبيرة خلال جائحة كوفيد-19.
وكان المعدن الأصفر قد حقق مستوى قياسياً الأسبوع الماضي، بعد أن توقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، وبقي منذ ذلك الحين بالقرب من أعلى مستوى على الإطلاق، مع ترقب المتعاملين لبيانات أميركية يمكن أن تؤثر على الاستراتيجية النقدية للبنك المركزي.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، قفزت الفضة بـ1.4 في المئة عند 25.1 دولاراً للأونصة، وارتفع البلاتين 1.46 في المئة إلى 923 دولاراً، وصعد البلاديوم 3.23 في المئة إلى 1023 دولاراً للأونصة، وسجلت المعادن الثلاثة مكاسب شهرية بـ11 في المئة و3.5 في المئة و7.4 في المئة على الترتيب.
ومع أن هذه الأسعار عالمية وتعني الدول وكبار المستثمرين، إلا أن المواطنين يركبون موجتها. وعلى ضوء ذلك، فإن هذا الارتفاع شكَّلَ إرباكاً لدى الكثير من اللبنانيين. إذ دفعهم إلى اتخاذ قرار سريع إما ببيع ما لديهم من أونصات وليرات ذهبية أو مصاغ، وإما بالاحتفاظ بها على أمل تحقيق ارتفاع إضافي. وعدد قليل منهم آثَرَ الشراء مراهناً على استمرار الارتفاع.
ويقول علي سرور صاحب محل “السرور” للذهب، أنه “في مثل هذه الحالات يتّجه أغلب اللبنانيين نحو بيع بعض ما لديهم من ذهب كانوا قد اشتروه بأسعار أقل. خصوصاً وأن الأحوال الاقتصادية في لبنان صعبة، وأغلب أبناء الطبقة الوسطى تحوّلوا إلى فقراء، وبالتالي أي دولار إضافي يحققونه في بيع الذهب، هو مكسب لهم.
ويشير سرور إلى أن هذا الخيار ليس فقط لدى اللبنانيين، بل موجود لدى أغلب الناس في كل الدول، سيّما في الدول العربية التي تعاني من مشاكل اقتصادية مثل سوريا أو مصر أو العراق على سبيل المثال.
ويلفت سرور النظر إلى أن خيارات المواطنين الأفراد لا تؤثِّر في سوق الذهب مهما زاد عرضهم للبيع أو طلبهم للشراء، فالأسعار العالمية تحددها حركة شراء الدول وكبار المستثمرين. أما قرارات عامة الناس، فهي حركة تابعة لمسار الأسعار العالمية، وليس العكس.
وفي ظل ارتباك البعض حيال البيع أو الشراء، يقدّم سرور نصيحة للمواطنين، وهي سؤال أنفسهم عن سبب اقتنائهم للذهب، فإذا كان الهدف هو التجارة، فالذهب لا يصلح لهذه الغاية لأن تقلّباته سريعة. أما إذا كان الهدف حفظ قيمة الاموال لفترات زمنية طويلة، وعدم استهلاكها سريعاً، فيصلح الذهب لذلك. ويفضَّل شراء الأونصات أو الليرات وليس المصاغ المشغولة لأن بيعها ينطوي على خسارة أكبر، في حين أن الليرات والأونصات ليس فيها خسارة. فهي تبقى على حالها عالمياً.