بيروت
يستمرّ تفاقم الوضع السيّء في قطاع غزة من ناحية صعوبة تأمين الغذاء. سيّما وأن 1.1 مليون شخص يواجهون مستوى شديداً من انعدام الأمن الغذائي، وفق ما أورده مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، والذي رأى أنه “لا بديل عن توصيل المساعدات براً لإنقاذ الأرواح لا سيما في شمال قطاع غزة”.
وفي وقت لا تزال إسرائيل تمنع وصول قوافل الغذاء إلى شمال القطاع، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أن “الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة ويجب رفع القيود الآن”. وشدّدت على أن “الأونروا هي العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة”.
ما يواجهه الفلسطينيون في القطاع من صعوبات في التقديمات، ينعكس أيضاً على اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار، وخصوصاً في لبنان الذي يشهد تصعيداً عسكرياً على حدوده الجنوبية مع إسرائيل.
فقرار بعض الدول تعليق تقديمها التمويل لوكالة الأونروا، جرَّ نتائجه السلبية إلى لبنان، ليس فقط على مستوى عدم تأمين الأموال لتغطية المشاريع والبرامج التي تدعمها الأونروا، وإنما أيضاً على مستوى وقف عدد من الموظفين الفلسطينيين عن العمل لدى الوكالة، ومنهم على سبيل المثال رئيس اتحاد المعلّمين الفلسطينيين في لبنان، ومدير ثانوية دير ياسين في مخيم البَصْ في مدينة صور الجنوبية، فتح الشريف، الذي أوقف، مطلع آذار/ مارس، عن العمل لمدة 3 أشهر بدون راتب، قابلة للتجديد، لحين إجراء الوكالة تحقيقاتها في أنشطة مزعومة للشريف “تمثل انتهاكاً للإطار التنظيمي للوكالة”.
وإثر ما يحصل، تتحرّك القوى الفلسطينية احتجاجاً، أمام مقرّ الأونروا في بيروت والمناطق اللبنانية. الأمر الذي دفع المديرة العامة للوكالة، دوروثي كلاوس، لإجراء اتصالات مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمنع الاحتجاجات وإقفال مكاتب الوكالة. إلاّ أن الاحتجاجات لم تتوقَّف.
ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون أن وقف تمويل الأونروا يمثّل عقاباً جماعياً لنحو 6 مليون لاجىء داخل وخارج فلسطين.
وفي وقت سابق، دعا عضو “المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني” (فتح) تيسير نصر الله، الدول العربية، إلى توفير شبكة أمان مالية للأونروا.
وبالتوازي، حذَّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من أنه “لا يوجد كيان آخر لديه القدرة على تقديم حجم ونطاق المساعدة التي يحتاجها مليونان و200 ألف شخص في غزة بشكل عاجل. ونحن نناشد إعادة النظر في هذه القرارات”.
علماً أنه في نهاية كانون الثاني / يناير الماضي، علّقت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وآيسلندا ورومانيا وإستونيا والاتحاد الأوروبي، عملية تمويل وكالة الأونروا.