بيروت
أثنى المجتمع الدولي في عمومه على تبني مجلس الأمن، أمس الاثنين أول قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ونص القرار الأممي الذي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، على أن يؤدي إلى تهدئة دائمة بعده. كما يدعو إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”.
بعد 4 إخفاقات.. مجلس الأمن يتبنى قراراً لوقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل تنتقد
ورحبت حركة “حماس” بالقرار، معربة عن استعدادها للمضي قدماً في عملية تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع “فورا” مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين ومؤكدة “ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها” وفق بيانها.
في المقابل، قالت إسرائيل على لسان وزيرها للدفاع يوآف غالانت: “ليس لدينا مبرر أخلاقي لوقف الحرب ما دام هناك رهائن في غزة”.
وألغيت زيارة وفد رفيع المستوى إلى واشنطن، رداً على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، حيث كان من المفترض مناقشة الهجوم البري المحتمل على رفح، حسبما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
لكن الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قال إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت لا يشكل “تحولاً في سياستنا”، وكشف بأن البيت الأبيض “فوجئ بعض الشيء” برد إسرائيل الغاضب.
ترحيب عربي
رحبت وزارة الخارجية المصرية والحكومة اللبنانية بالقرار. كما دعا الأردن إسرائيل إلى “الامتثال” لهذا القرار، معرباً عن أمله في “أن يُسهم.. في التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار”.
ونوهت الخارجية العراقية بالقرار في بيان مؤكدة “أهمية امتثال الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وتوسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم”.
ورحبت السعودية في بيان نُشر على حساب “إكس” التابع لوزارة خارجيتها “بصدور قرار مجلس الأمن الدولي”، مجددة “مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته.. والتأكيد على ضرورة إنهاء المعاناة وتوفير الأمل للشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على حقوقه”.
الموقف ذاته صدر عن قطر الراعية للمفاوضات بين حماس وإسرائيل، والتي رحبت بتصويت مجلس الأمن معربة عن أملها في أن “يمثل خطوة نحو وقف دائم للقتال في القطاع”. وشددت الخارجية القطرية في بيان على ضرورة “الانخراط بإيجابية في المفاوضات الجارية”، مؤكدة في هذا السياق “استمرار وساطة دولة قطر بالتعاون مع الشركاء” لوقف الحرب.
ورحبت الإمارات بالقرار. وعبرت وزارة الخارجية عن أملها في أن “يمهد القرار الطريق لإنهاء الأزمة وتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة”، مؤكدة أنها “ستستمر بالعمل مع الشركاء لمضاعفة كافة الجهود المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة”.
كما رحب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية بقرار “جاء متأخراً”، وبعد ما يزيد عن خمسة أشهر من الهجوم الإسرائيلي.
ورحبت طهران الداعمة لحماس بالقرار ووصفته بـ”خطوة إيجابية لكن غير كافية”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني إنه لا بد من “عمل فعّال لتنفيذ القرار والتوصل إلى وقف كامل ودائم لهجمات الكيان الصهيوني المعتدي على قطاع غزة والضفة الغربية”.
وأشادت تركيا بالقرار، ودعت إلى “إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة”.
مطالب أممية وأوروبية
كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على منصة إكس “ينبغي تنفيذ هذا القرار. إن الفشل سيكون أمراً لا يغتفر”.
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن تنفيذ القرار “حيوي لحماية كل المدنيين”. وشدد كبير المسؤولين عن السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل من جهته على ضرورة “تنفيذ (القرار) على نحو عاجل من قبل كل الأطراف”.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، عن تمنيه في أن يطبق القرار الذي ينص على وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وبلا شروط عن كل الرهائن بالكامل، في حين هنّأ سفير بلاده في الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير مجلس الأمن على خروجه من صمت مطبق.
وفي ألمانيا، أعربت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك عن شعورها “بالارتياح إزاء تبني القرار”، مشددة في نفس الوقت على ضرورة وضعه موضع التنفيذ في أسرع وقت ممكن لأن “كل يوم مهمّ”.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بقرار “يتماهى مع ما تقوله إسبانيا منذ بداية النزاع”. وتعد مدريد من البلدان الأشد انتقادا لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي.
وفي هولندا، قال رئيس الوزراء مارك روته إن “ما نحتاج إليه الآن هو وضع حد للعنف وتحرير الرهائن وإرسال مساعدات إنسانية أكبر بكثير فوراً إلى غزة، فضلاً عن إيجاد حل مستدام”.
ورحبت جنوب أفريقيا التي قدمت عدة التماسات في الأشهر الأخيرة إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “إبادة” في غزة، بالقرار. وقالت وزيرة الخارجية: “باتت الكرة الآن في ملعب مجلس الأمن الذي ستُختبر قدرته على ضمان احترام القرار”.
وفي نفس السياق، اعتبرت منظمة العفو الدولية أنه “يجب عدم إضاعة أي لحظة”، داعية “المجتمع الدولي إلى أن يضع جانبا المناورات السياسية ويعطي الأولوية لإنقاذ الأرواح”.
بدورها، حضت “أوكسفام” الدول الأعضاء في مجلس الأمن على إبداء “قيادة أخلاقية.. وإنهاء المجزرة والمعاناة في غزة”.
وشنت إسرائيل حرباً في غزة بعد الهجوم الذي قامت به ‘‘حركة حماس’’ على إسرائيل في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، بحسب بيانات رسمية.
وأودت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحياة أكثر من 32 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة في القطاع.