خاص ـ بيروت
تواصل إسرائيل استهداف الجنوب اللبناني، وسط أزمة اقتصادية مستمرة منذ نحو 4 سنوات، ما يثير تساؤلاًت لدى أهل الجنوب عمّا إذا كانت الدولة ستعوِّض عن الأضرار التي تصيبهم بفعل القصف الإسرائيلي؟
حتى اللحظة، لا يزال إحصاء الأضرار مستمراً، وكلّ ما يُقَدَّم من أرقام حول حجم الأضرار وأنواعها، يبقى ضمن دائرة التقديرات، إذ إن استمرار الحرب من شأنه أن يزيدها، وتالياً كلفتها.
ويتابع “مجلس الجنوب” إحصاء الأضرار، وهو أيضاً الجهة المناط بها دفع التعويضات بعد البحث عن قنوات للتمويل في ظل عدم قدرة الدولة على الدفع.
وحتى اللحظة، يشير رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، إلى أن “عدد المنازل المدمّرة بشكل كامل هو 700 منزل. وهناك 10 آلاف منزل متضرر بأشكال ونسب متفاوتة”.
وفي حديث إعلامي، قال حيدر إن “الدولة ستتوجّه لإعطاء مبلغ 20 ألف دولار لكل عائلة شهيد، و40 ألف دولار بحدّ أقصى كتعويض لكل بيت مدمّر. على أن تُصرَف التعويضات بعد انتهاء الحرب وإجراء المسح النهائي والدقيق”.
وإذ أعلن حيدر عدم شمل الخسائر الزراعية في إحصاءات مجلس الجنوب، أشار وزير الزراعة عباس الحاج حسن إلى أن “الهجمات الإسرائيلية منذ بدايتها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى اليوم، تسببت بأضرار في القطاع الزراعي لا يقلّ حجمها عن 30 بالمئة من نسبة الناتج المحلي”.
وأضاف في حديث إذاعي، أن “القدرة الإنتاجية تراجعت لأن جنوب لبنان كان يقدّم للاقتصاد الوطني ما قيمته من 25 بالمئة إلى 30 بالمئة. وكذلك تأثّرت قدرة لبنان على التصدير بسبب تراجع القطاع الزراعي إن على مستوى الزراعة أو جني المحاصيل”.
ولفت الحاج حسن النظر إلى أن هذه الأرقام المعلنة هي “دقيقة بنسبة تتراوح بين 80 إلى 85 بالمئة، ولا يمكن احتساب أرقام دقيقة بنسبة 100 بالمئة بسبب المخاطر التي تواجهها فِرَق الوزارة في الجنوب، والتي تعمل على إحصاء الأضرار”.
وعلى مستوى القطاع الحيواني، قال الحاج حسن: “خسرنا مزارع منتجة وضخمة. وآلاف رؤوس الماعز والأبقار نفقت بالكامل نتيجة الفوسفور الأبيض والقصف المركّز، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 500 ألف طير قضي عليها بالكامل”.
ووضعت هذه الأرقام برسم الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وأوضح الحاج حسن أن “لبنان يعلم مسبقاً بأن مجلس الأمن لن يتحرك، لأن إسرائيل متفلّتة من أي عقاب، ولكن الدولة اللبنانية تحترم القانون الدولي وتريد تطبيقه على الجميع، لعلّ الأمم المتحدة ومجلس الأمن ينصفان اللبنانيين والفلسطينيين لمرة واحدة في تاريخ هذه المنظمة”.