بروكسل
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، الأمس الخميس 21 من أذار/مارس الجاري، أول قرار عالمي يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا القرار بهدف تشجيع الدول على تعزيز حماية البيانات الشخصية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مراقبة المخاطر المتعلقة بتطور الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز سياسات حماية الخصوصية وضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم حقوق الإنسان.
واستغرقت عملية التفاوض على هذا القرار لمدة ثلاثة أشهر، وفق ما نشرته وكالة “رويترز”، وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 120 دولة شاركت في دراسة ورعاية هذا القرار، منها الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في القرار، أن “التصميم غير السليم أو الضار لأنظمة الذكاء الاصطناعي وتطويرها ونشرها واستخدامها يشكل مخاطر يمكن أن تقوض حماية وتعزيز وممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية” بحسب وكالة”رويترز”.
من جهتها أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، “ليندا توماس جرينفيلد”، أن هذا القرار يمثل تصويتاً موحداً من قبل جميع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحة أهمية السيطرة على استخدام الذكاء الاصطناعي ومنع تأثيره السلبي على البشر.
وأضافت جرينفيلد، “اختار الـ193 عضوًا معًا أن يتحكموا في الذكاء الاصطناعي بدلًا من السماح له بالتحكم بنا”.
وجاء هذا القرار كجزء من سلسلة المبادرات التي أطلقتها الحكومات في جميع أنحاء العالم، لتنظيم الاستخدام وتطور الذكاء الاصطناعي، في ظل المخاوف المتزايدة من تأثيره على المجتمع وسلامة البيانات الشخصية، والزيادة في الاحتيال، أو حتى فقد الوظائف، وغيرها الكثير من الأضرار الأخرى.
وكانت قد قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وأكثر من 12 دولة أخرى، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، أول اتفاق دولي مفصل للتصدي لتحديات الذكاء الاصطناعي ومواجهة أضراره، مما دفع الشركات لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي “آمنة من حيث التصميم”.
وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة “مايكروسوفت” أنها ألقت القبض على قراصنة من الصين وروسيا يستخدمون برنامج “OpenAI” المدعوم من “مايكروسوفت” لتحسين مهاراتهم في التجسس.
وتقدمت أوروبا على الولايات المتحدة في مجال تنظيم التكنولوجيا، حيث اتفق المشرعون في الاتحاد الأوروبي على اتفاق مؤقت هذا الشهر للإشراف على الذكاء الاصطناعي.
ومثلما تستكشف الحكومات في جميع أنحاء العالم، يعمل المسؤولون الصينيون والروس “بفارغ الصبر” على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لأغراض متنوعة، بحسب “رويترز”.