دمشق
أطلقت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، نداءً لجمع أكثر من 4 مليار دولار لتوفير مساعدات إنسانية لأكثر من 10 مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى، للصحافيين في جنيف ‘‘نواجه وضعا غير مسبوق في سوريا، وهو وضع لا يمكننا أن نتجاهله’’.
وأضاف: ‘‘لعام 2024، نطلب حشد 4,07 مليارات دولار لتوفير مساعدات منقذة للحياة لـ 10,8 ملايين سوري من أصل 16,7 مليوناً بزيادة عن 15,3 مليون في العام الماضي، يحتاجون إلى المساعدة’’.
تركت الحرب 90% من سكان سوريا تحت خط الفقر، حيث يواجه الملايين تخفيضات في المساعدات الغذائية بسبب نقص التمويل، فحتى الأول من آذار لم يتم تمويل سوى 0,02% من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024، بحسب المولى.
وأشار منسق الأمم المتحدة إلى أنه ‘‘لا تزال الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات فتكاً بالمدنيين في العالم، الأعمال العدائية لا تزال تجتاح أجزاء مختلفة من سوريا وشهدت مؤخراً ارتفاعاً حاداً، خاصة في الشمال”.
فيما نبه المولى إلى أن ‘‘عدم التحرك سيكون مكلفاً لنا جميعاً وسيؤدي حتماً إلى معاناة إضافية، حيث سيخسر نحو 2.5مليون من الأطفال خارج المدارس فرصة العودة إلى المدرسة، بالإضافة أن تخسر نحو 2.3 مليون امرأة في سنّ الإنجاب إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية المتعلقة بالأمومة والصحة الإنجابية”.
لافتاً إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة انعكست زيادة في أسعار السلع في سوريا بسبب الاضطرابات التي تطال حركة الشحن العالمية، كما تسببت “بارتفاع كبير” في الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف في البلد.
وأَضاف ‘‘لقد رأينا اهتمام العالم يركز على غزة، وقد وفر ذلك نوعاً من تحويل الاهتمام الذي سمح بتصعيد كبير للأعمال العدائية في شمال شرق البلاد دون إيلاء الكثير من الاهتمام لهذا الوضع من قبل المجتمع الدولي’’.
وكثفت إسرائيل ضرباتها على سوريا بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، باستهدافها لاهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
وأشار عبد المولى إلى أن ‘‘استهداف المطارات في سوريا’’ أثر كذلك على إيصال المساعدات الإنسانية، موضحاً إلى أن الأمم المتحدة ‘‘اضطربت إلى إلغاء 49 رحلة جوية إنسانية خلال العام الماضي’’.
وحذر المنسق الأممي، من تبعات ‘‘كارثية’’ بتجاهل الأزمة السورية بينها ‘‘عودة الإرهاب’’ بالإضافة لعدم الاستقرار في الدول المجاورة، كما حذر من احتمال ارتفاع عدد المهاجرين السوريين إلى أوربا والتي شهدت في عام 2023 زيادة بنسبة 38% في طلبات اللجوء من سوريا مقارنة بالعام السابق.
وتسبب الأزمة السورية منذ اندلاعها في عام 2011، بوقوع أكثر من نصف مليون قتيل وتشريد الملايين من ديارهم، وفق تقارير حقوقية.