خاص ـ طهران
وسط تراجع سعر صرف العملة وارتفاع معدّلات التضخّم والفقر في البلاد، يواصل أركان الحكومة الإيرانية مراكمة الثروات واستغلال مناصبهم للسيطرة على مقدّرات البلاد من أموال وعقارات.
وآخر قضايا الفساد تلك التي تلاحق رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كاظم صديقي ونجليه، المتورّطين بالسيطرة على أراضٍ حكومية وتسجيلها بأسمائهم، سيّما قطعة أرضٍ تابعة لحديقة عامة في شمالي البلاد، وُضِعَت باسم شركة تابعة لأسرة صديقي، وضُمَّت إلى مدرسة تابعة له. وأنكر صديقي علمه بهذه الحادثة، وفق ما نقلته وسائل إعلام إيرانية. وادّعى أن شخصاً قام بتزوير توقيعه.
والحادثة ليست الأولى التي يتورّط بها مسؤولون كبار في الجمهورية الإسلامية. ففي كانون الثاني/يناير 2021، تورّطَ عدد من قياديي الحرس الثوري ومسؤولون سياسيون، بقضايا فساد في منطقة “أروند” الاقتصادية الحرة، والتي تقع جنوب غرب إيران. وعلى مدى 7 سنوات، استفاد هؤلاء من مئات المليارات من التومان الإيراني، أخذت من درب الخزينة العامة على شكل عقود مشبوهة لصالح “مؤسسة المستضعفين” الخاضعة للإشراف الاقتصادي لمكتب المرشد الأعلى في الجمهورية، علي خامنئي. وتلك المؤسسة لم تنفِّذ العقود التي حصلت بموجبها على الأموال، ما وفَّرَ لها الكثير بشكل غير قانوني.
وتطال قضايا الفساد المرشد خامنئي نفسه، وكشفت معلومات السفارة الأميركية في بغداد، أن ثروته تبلغ نحو 200 مليار دولار، تأتي عن طريق استغلال مؤسسات عامة وخاصة في البلاد. منها المخصصات السنوية من الموازنة العامة الإيرانية، والتي يحصل عليها المرشد ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة له والتي يهيمن عليها مثل مؤسسة “هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني” والمعروفة باسم “ستاد”.
وتقوم هذه المؤسسة بالسيطرة على العقارات والأراضي التابعة للمعارضين ممّن تسميهم الحكومة “مناهضي الثورة والنظام”. فضلاً عن السيطرة على عقارات حكومية عامة وأراضٍ لا يظهر أصحابها. كما تستثمر المؤسسة في مجالات المال والنفط والاتصالات.
وقد وضعت وزارة الخزانة الأميركية تلك المؤسسة على قائمة العقوبات منذ عام 2013.
كما يسيطر المرشد على مؤسسة “آستان قدس رضوي” التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، وتعتبر إحدى المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة “بنياد” وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة للمرشد، والمعفاة من الضرائب وتشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني. وتسيطر “بنياد” على نحو نصف أراضي مدينة مشهد. وتشكّل أموالها نحو 20 بالمئة من إجمالي الدخل الوطني. وتملك مؤسسات كبيرة مثل رضوي للنفط والغاز، شركة رضوي للتعدين، ماهاب قدس، ومجموعة مابنا وشهاب خودرو.