خاص – بيروت
تتمتّع إسرائيل بتفوّق تكنولوجي كبير مقارنة مع ما تملكه جيوش الدول المحيطة بها، وهذا ما يجعل ميزانها العسكري يميل لصالحها تقنياً. ومن ضمن التقنيات التي تستخدمها إسرائيل في حروبها، هي التشويش، أي اعتراض الموجات اللاسلكية التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية، وبالتالي، تعطيل عمل اتصالات وأجهزة الأطراف الأخرى التي تقاتلها، سواء حركة “حماس” أو حزب “الله”، في المعركة الحالية.
لكن التشويش الإسرائيلي يصيب ضمناً، حركة الطيران المدني، سيّما في لبنان. خصوصاً وأن مطار بيروت الدولي متاخم لمنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل حزب “الله”.
والتشويش الإسرائيلي بات ملحوظاً على مستوى شرقي البحر المتوسّط بشكل عام، وهو ما رصدته في وقت سابق، الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA ، التي اعتبرت في تقرير لها أن التشويش “يشكّل خطراً على جميع شركات النقل الجوي بما في ذلك الشركات الأوروبية”.
واستمرار الحرب وتوقّعات امتدادها زمنياً، يزيد الخطر على حركة الطيران المدني بالنسبة إلى لبنان، وهذا ما دفع وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، إلى طرح الموضوع أمام سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، خلال مشاركتها في مؤتمر تحت عنوان “دعم سلطات الطيران في لبنان في مجالي السلامة والأمن”، في المطار، مطلع شهر آذار/مارس الجاري. وناقشَ مجلس الوزراء اللبناني هذا الملف خلال جلسته اليوم الثلاثاء.
وبحسب مصادر مطّلعة على الملف، فإن التشويش الإسرائيلي يهدد سلامة الطيران المدني، حتى بالنسبة للطائرات الأجنبية الآتية إلى لبنان. وتشير المصادر التي تحدّثت إلى موقع “963+” إلى أن مطار بيروت يتّخذ ما يلزم من إجراءات لضمان سلامة الرحلات الجوية، خصوصاً أنه مع نهاية هذا الشهر، تبدأ حركة الأعياد في لبنان والتي تشهد حركة كثيفة للمغتربين، ما يعني أن أي تعقيدات نتيجة التشويش، قد تؤثّر على حركة الملاحة وتعرقل إقلاع وهبوط الطائرات.
وحتى اللحظة، لا تزال حركة مطار بيروت طبيعية جداً، لكن من الضروري أن تضغط سفيرة الاتحاد الأوروبي، والجهات الدولية الأخرى، على إسرائيل للحدّ من عمليات التشويش وتأثيرها على مطار بيروت والمنطقة بأكملها، وفق ما طلب مسؤولون لبنانيون من ديبلوماسيين أوروبيين.