بيروت
احتفلت مدينة طرابلس اللبنانية، أمس الأحد، بمهرجان “الزامبو” السنوي، الذي يسبق شهر الصوم لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.
ويُعتبر مهرجان “الزامبو” تقليداً قديماً تتم ممارسته في منطقة المينا في مدينة طرابلس شمال لبنان حصراً، ويشارك فيه المسيحيون والمسلمون اللبنانيون كما السوريون على حدٍ سواء، إذ بات جزءًا من الحياة الاجتماعية والثقافية في المنطقة.
ويسير العشرات من الشباب والفتيات في شوارع المدينة الضيقة، بعد أن يقوموا بتلوين أجسادهم بالألوان السوداء والحمراء والذهبية والفضية، ويرتدون أزياء تشبه ملابس سكان أميركا الجنوبية الأصليين، فيما يحمل بعضهم السيوف والرماح والخناجر، ويقومون بالعزف على الطبول وترديد الأغاني الأفريقية والأميركية اللاتينية القديمة.
وعلى الرغم من أن المهرجان غير مرعى من جهات ومؤسسات دينية، إلا أن كرنفال “الزامبو” يشكّل نوعاً من التقارب بين الطوائف المختلفة في المدينة، ولا يزال مستمراً منذ ثلاثينات القرن الماضي على الأقل.
وتتنوع آراء سكان مدينة طرابلس حول أصول الكرنفال، حيث يرى بعضهم أنه بدأ على يد أحد المهاجرين الأوائل من منطقة المينا إلى دولة البرازيل، إذ نقل حين عاد إلى موطنه تقاليد هذا المهرجان معه، بحسب تقارير صحفية عديدة. في المقابل، يقول آخرون أن اللبنانيين المهاجرين إلى البرازيل أخذوا معهم تقليد “الزامبو” إلى بلدهم الجديد ليصبح فيما بعد مهرجان “الريو” الشهير الذي يُقام في البرازيل كل سنة.
وبعد السير في شوارع منطقة المينا المحاذية لمدينة طرابلس، تُطلق الأغاني والصيحات ويشارك الجميع بالرقص على النمط الأميركي اللاتيني القديم، ثم ينتهي الاحتفال على كورنيش المينا قرب البحر عبر رمي المشاركين لأنفسهم في المياه من أجل غسل الطلاء عن وجوههم وأجسادهم.
ويمثل المهرجان فرصةً للتعبير عن الفرح والتقارب بين أبناء المدينة، خاصة وأنها عاشت سنوات صعبة في العقود الماضية، حيث طالتها بعض التفجيرات والأحداث الأمنية، كما تأثيرات الأزمة الاقتصادية والمالية التي عصفت بلبنان.