دمشق
أودى أنفجار لغم أرضي بحياة أكثر من 10 أشخاص، اليوم السبت، أثناء بحثهم عن فطر الكمأة في بادية الرقة، شمالي سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن لغم أرضي من مخلفات الحرب انفجر بسيارة في منطقة السبخة بريف الرقة الشرقي، خلال البحث عن مادة “الكمأة”، تسبب بمقتل وإصابة 22 مدنياً، مشيراً أن الحصيلة الأولية أسفرت عن مقتل أكثر من 10 أشخاص.
وتمّ نقل المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج، حيث تُعد إصابات بعضهم “حرجة” وفق ما وصف المرصد السوري.
يأتي ذلك بعد أربعة أيام من مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل، في انفجار لغم أرضي آخؤ أثناء جمعهم للكمأة في ريف الرقة الشرقي.
وتُشير هذه الحوادث إلى خطورة مخلّفات تنظيم “داعش” على المدنيين، ممّا يُؤكّد ضرورة بذل المزيد من الجهود لتنظيف المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته من الألغام والعبوات الناسفة، حفاظاً على حياتهم.
وكانت كبرى حوادث القتل لـ ‘‘جامعي الكمأة’’ قد حصلت يوم 6 آذار/ مارس الجاري، حيث أدى هجوم نفذه خلايا تنظيم ‘‘داعش’’ على قافلة عمال لجمع الكمأة في بادية الكباجب بريف دير الزور الجنوبي، إلى مقتل 18 شخصاً، بينهم 4 من عناصر “الدفاع الوطني”، وإصابة 16 آخرين، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 50 غيرهم، وفق المرصد.
ونفّذت القوات الحكومية عقب هذا الهجوم، حملة تمشيط لمدة ثلاثة أيام، في بادية دير الزور الجنوبية والغربية، بعد تزايد نشاط التنظيم في المنطقة. وذلك بمشاركة العشرات من المدنيين من أقارب الضحايا الذين تعرضوا للهجوم، وفُقِد الاتصال بهم على إثره.
وتشهد سوريا عودة محدودة لتنظيم “داعش” المتشدد في الأشهر القليلة الماضية، حيث يقود عمليات أمنية ويفجّر عبوات ناسفة في بعض المناطق، وذلك على الرغم من إعلان هزيمة التنظيم عام 2019 من قبل قوات “سوريا الديموقراطية” (قسد) والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وباتت حوادث القتل مألوفة في موسم جمع الكمأة، وهو نوع من الفطر البرّي الذي ينمو في الصحراء بعد هطول الأمطار، حيث يُخاطر العديد من السوريين بحياتهم عبر الذهاب إلى المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة “داعش” بحثاً عن الكمأة، باعتباره مصدر دخل هام في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
وتشير تقارير محلية، أن أكثر من 250 شخصاً قتلوا وأصيبوا من جامعي الكمأة، العام الفائت، في عموم المناطق السورية.
وتُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنّ عدد الضحايا المدنيين جراء انفجارات الألغام والعبوات الناسفة في سوريا قد ارتفع بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، خاصة وأن بعض المناطق باتت شبه آمنة ويمكن التجوّل بها، ما يزيد من حركة الأفراد وبالتالي يزيد من إمكانية انفجار الألغام المزروعة سابقاً فيهم.
وتُؤكّد هذه التقارير على ضرورة العمل بشكل جاد لمعالجة هذه المشكلة، حمايةً لحياة المدنيين وضماناً لسلامتهم.