برلين
دعت الأمم المتحدة أمس الجمعة، إلى “وصول غير مقيد” للعاملين في المجال الإنساني في السودان المهدد بالمجاعة بعد مرور قرابة عام على الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وحذر منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، مجلس الأمن الدولي، من أن زهاء 5 ملايين شخص قد يعانون من “جوع كارثي” في بعض مناطق السودان خلال الأشهر المقبلة.
وتقيس وكالات الأمم المتحدة حالات انعدام الأمن الغذائي في العالم على سلم يضم 5 مراحل، أقصاها هي حالة المجاعة. وتحتل حالة الطوارئ الغذائية المرتبة الرابعة على هذا السلم أي أنها أدنى بمرحلة واحدة فقط من الحالة القصوى.
ويقدر عدد الذين يعانون من حالة طوارئ غذائية (المرحلة الرابعة) في هذا البلد بنحو 4.9 ملايين شخص، أكثر من 300 ألف منهم يعيشون في وسط دارفور وأكثر من 400 ألف آخرين في غرب دارفور، بحسب آخر تصنيف أممي لحالة الأمن الغذائي في السودان.
وحذر غريفيث في مذكرته لمجلس الأمن من أن “أناسا مصنفين في المرحلة الرابعة في غرب دارفور ووسطها سينتقلون على الأرجح إلى المرحلة الخامسة”.
وقال غريفيث في مذكرته إن المستويات الحادة من الجوع سببها شدة تأثير الصراع على الإنتاج الزراعي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الرئيسية وبمصادر الرزق وتعطل تدفقات التجارة والزيادات الحادة في الأسعار، والعوائق التي تعطل وصول المساعدات الإنسانية والنزوح واسع النطاق.
وكتب المسؤول الأممي “من دون مساعدات إنسانية عاجلة والحصول على السلع الأساسية قد ينزلق نحو 5 ملايين شخص إلى حالة كارثية من انعدام الأمن الغذائي في بعض مناطق البلاد في الأشهر المقبلة”.
وتوقع غريفيث أن يقع نحو 730 ألف طفل في أنحاء السودان ضحية سوء التغذية الحاد والشديد من بينهم أكثر من 240 ألف طفل في دارفور.
وشددت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين على أن إقليم “دارفور شهد قبل 20 عاما أكبر أزمة جوع في العالم وقد وحد العالم جهوده للاستجابة لها، لكن السودانيين اليوم منسيون”.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم (حميدتي) وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى ونزوح ملايين آخرين.
وقال غريفيث إنه منذ بدء الحرب في السودان، رُصد أكثر من 1000 حادث يتعلق بوصول للمساعدات “أثرت سلباً على عمليات المساعدات الإنسانية”. وأضاف أن 71% منها كان سببه الصراع أو العنف المتعمد ضد أصول المساعدات الإنسانية أو عمال الإغاثة.