خاص – بيروت
تبحث الدول وشركات النفط وإنتاج الطاقة عن سبل التخفيف من الاعتماد على الوسائل التقليدية لإنتاج الطاقة، لما لها من انعكاسات سلبية على البيئة، فضلاً عن أن النفط هو مصدر للطاقة قابل للنضوب. لكن مع ذلك، فإن الاستثمار العالمي الحالي في الطاقة منخفضة الكربون أو الخالية منه “لا يتجاوز نصف ما هو مطلوب”، وفق ما قالته شركة “شل” Shell العالمية.
وأكّدت الشركة أنه “من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تشير السيناريوهات إلى أن هناك حاجة إلى استثمارات مجدية تجارياً بقيمة 3 إلى 4 تريليونات دولار في الطاقة المنخفضة الكربون كل عام”. في حين أن الاستثمار العالمي الحالي في الطاقة منخفضة الكربون، أو الخالية من الكربون، “يبلغ نحو 1.7 تريليون دولار سنوياً”.
أما الانعكاسات السلبية لعدم تطوير الاستثمارات في الطاقة منخفضة الكربون، فتتمثّل بأن “العالم سيواجه خطر انقطاع التيار الكهربائي ونقص الطاقة في المستقبل، ما لم تُؤَمَّن مصادر طاقة بديلة”.
وحذّرت الشركة من أن التأخّر في اعتماد أساليب الطاقة منخفضة الكربون “يعني أنه يجب إنفاق المزيد من الأموال للحفاظ على إمدادات النفط والغاز ومنع النقص”. وفي الوقت نفسه، هناك “ضرورة لزيادة الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز، بالتوازي مع توفير بدائل من مصادر متجددة”.
يشار إلى أن الطاقة منخفضة الكربون، هي إنتاج الطاقة مع كميات قليلة جداً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومن ضمنها تقنيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والطاقة النووية.
وجاء هذا التحذير في الوقت الذي قامت فيه شركة شل بتخفيف تعهدها المناخي الرئيس بخفض كثافة الكربون الخاصة بها، وتعهدت بزيادة حادة في إنتاج ومبيعات الغاز المسال.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خطط لبناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالغاز، محذراً من أن البلاد معرّضة لخطر انقطاع التيار الكهربائي خلال التحول إلى الحياد الكربوني دون الاستثمارات.
وبالتوازي، يقول رئيس شركة شل، وائل صوان “الوقود الأحفوري يلبّي اليوم نحو 80 بالمئة من الطلب العالمي على الطاقة، مع اعتماد أكبر عليه في العديد من البلدان النامية. وندعم التحول المتوازن في مجال الطاقة، وهو التحول الذي يحافظ على إمدادات الطاقة الآمنة وبأسعار معقولة، مع انتقال العالم إلى الحياد الكربوني”.
وبحسب صحيفة “ذا تيليغراف” البريطانية، فإن الشركة تشير إلى أن “توسيع إنتاج الغاز المسال ضروري لتحول الطاقة. وتخطط شل لزيادة الإنتاج من 28 مليون طن إلى نحو 39 مليون طن”. وعليه، يقول صوان “نتوقع أن يؤدي الغاز المسال دوراً حاسماً في المرحلة الانتقالية، وأن يواصل توفير إمدادات آمنة من الطاقة في العديد من الدول الأوروبية”.
ويوفّر الغاز المسال “المرونة لشبكات الكهرباء مع نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويقدّم فرصاً لخفض انبعاثات الكربون من صناعات مثل الأسمنت والصلب عن طريق استبدال الفحم”.
ومن ناحية أخرى، وأمام ما تقوله الشركة عن خفض انتاج الكربون، تبيّن الأرقام أن الشركة أطلقت العام الماضي عبر منتجاتها النفطية (البنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى) 517 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وهي تشارك في تجارة النفط والغاز الذي تنتجه شركات أخرى. وفي عام 2022، أطلق وقود النفط والغاز الذي تبيعه، بما في ذلك الوقود الخاص بها، ما مجموعه 910 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ولمعرفة حجم مساهمة الشركة في تلويث الغلاف الجوّي، أنتجت المملكة المتحدة بأكملها نحو 400 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، أي أقل من نصف ما ولّدته منتجات شل.