خاص – بيروت
يعيش القطاع السياحي اللبناني في حالة صعبة منذ ما قبل الأزمة الاقتصادية التي بدأت في العام 2019، التي زادت محنة القطاع. ومع كلّ محطّة سياسية أو أمنية أو اقتصادية، كانت المؤسسات السياحية تنتظر التداعيات التي سرعان ما تظهر من خلال حجوزات بطاقات السفر قبل كل موسم سياحي أو أعياد ومناسبات في لبنان والعالم.
ومع ازدياد تأثير الأزمة الاقتصادية على البلاد وما رافقها من تغييرات سياسية وتوتّرات أمنية، تراجعَ وصول السيّاح إلى لبنان، واقتصر وجودهم على السيّاح من جنسيات عراقية ومصرية وأردنية، فيما بقيَت النسبة الأكبر لحجوزات بطاقات السفر، للمغتربين اللبنانيين الذين يزورون بلادهم.
وفي السياق، كشف رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود في بيان، أن “حركة قدوم اللبنانيين المغتربين خلال الأعياد ستكون من كل البلدان حول العالم لا سيما الخليج وأفريقيا، وحتى من أوروبا وأميركا وغيرها”. وعن باقي الجنسيات، أشار عبود إلى أن جنسيات السيّاح العرب “تقتصر على العرب القادمين من الأردن، العراق، ومصر”. أما السياحة الأوروبية فهي “معدومة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حيث شهد القطاع آنذاك إلغاء للحجوزات التي لم تعاود ارتفاعها من جديد”، إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة قبل أكثر من 5 أشهر وما تلاها من اشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية.
ويعوِّل عبود على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفي جنوب لبنان كي يعود القطاع السياحي إلى نشاطه، لكن القطاع في جميع الأحوال “سيحتاج إلى حوالي الشهر كي يسجل تحسناً ملحوظاً”، متوقعاً “أن تكون الحركة السياحية أفضل مما كانت عليه في الصيف الماضي إذا لم تكن بالمستويات نفسها، في حال جرى وقف إطلاق نار”.
وأثَّرَت عملية “طوفان الأقصى” وما رافقها من تصعيد في الجنوب اللبناني، كثيراً على القطاع السياحي اللبناني، فحركة حجوزات الفنادق خلال أكتوبر 2023 تراجعت من نحو 30 و40 بالمئة قبل العملية إلى نحو صفر إلى 10 بالمئة حالياً”، وفق ما كشفه رئيس إتحاد النقابات السياحية ورئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر في بيان. ولم تسلَم العاصمة بيروت من تلك التأثيرات، فأوضح الأشقر أن “فنادق العاصمة بيروت بات وضعها صعباً للغاية، حيث هناك عدد لا بأس به من الفنادق شاغر وخالٍ كلياٍ من النزلاء”.
وفي حال توقّفت الحرب “لا يعني ذلك أننا سنعاود فوراً الإنطلاق في الموسم السياحي في لبنان، إذ أن عودة إنطلاق الموسم تحتاج لشهرين أو لثلاثة أشهر، فرجال الأعمال والمؤتمرات والمعارض يحتاجون لوقت للعودة إلى البلد، والأهم أن عودة لبنان الى خارطة السياحة الغربية ستحتاج لوقت طويل”، وفق ما وصف الأشقر.
كما أعتبر أنه “في حال توقفت الأحداث في غزة، لن يشهد الموسم السياحي في لبنان أي إنطلاقة قبل ربيع 2024”. أما بالنسبة للخسار التي تكبّدها القطاع السياحي “لا شك أن هناك خسائر كبيرة قد وقعت، لكن لا يمكن لأحد أن يعطي أرقام دقيقة عنها في الوقت الحالي”.
يشار إلى أنه رغم ما يصيب القطاع السياحي في لبنان، فقد تم تصنيف بلدة “كفردبيان” كعاصمة للسياحة الشتوية العربية لعام 2024، وذلك في شهر فبراير/ شباط الماضي.