بروكسل
تضع الولايات المتحدة الأميركية أمامها هدف تخفيض أسعار الفائدة، إلاّ أن بعض المؤشرات الاقتصادية الحيوية تؤخّر اتخاذ القرار، ومنها ارتفاع معدّل التضخّم والخوف من دخول الاقتصاد في حالة الركود التضخّمي، أي يكون النمو الاقتصادي ضعيفاً والبطالة والتضخّم مرتفعان، وهي حالة غير مرغوب بها اقتصادياً.
فالإحتياطي الفيدرالي، وهو البنك المركزي الأميركي، أعلن ارتفاع معدّل التضخّم في البلاد مرة أخرى في شهر فبراير/ شباط الماضي، ممّا أخّر البدء بخفض أسعار الفائدة، والانتظار حتى فصل الصيف المقبل.
وينظر الفيدرالي الأميركي إلى جملة من المؤشّرات التي ارتفعت في البلاد، كمؤشّر أسعار المستهلك وهو مقياس واسع لتكاليف السلع والخدمات، وقد ارتفع بنسبة 0.4 بالمئة خلال شهر فبراير/ شباط الماضي و3.2 بالمئة عن العام الماضي. وكانت الزيادة الشهرية متوافقة مع التوقعات، ولكن المعدل السنوي كان أعلى قليلاً من التوقعات البالغة 3.1 بالمئة. وكذلك ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.4 بالمئة على أساس شهري وارتفع بنسبة 3.8بالمئة على أساس سنوي. وكان كلاهما أعلى بعشر نقطة مئوية من المتوقع، وفق ما أفاده مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل يوم الثلاثاء 12 مارس/ آذار.
ويعتبر أحد مؤشّرات التضخّم ارتفاع تكاليف الطاقة بمعدّل 2.3 بالمئة في زيادة أرقام التضخّم. وكذلك ارتفاع تكاليف السكن بنسبة 0.4 بالمئة.
وفي السياق، ومع أن وتيرة الـ12 شهراً بعيدة من ذروة التضخم في منتصف عام 2022، إلا أنها تظل أعلى بكثير من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 بالمئة مع اقتراب البنك المركزي من اجتماع السياسة الذي يستمر يومين في الأسبوع.
هذه المؤشّرات دفعت الرئيس التنفيذي لبنك “جي بي مورغان”، جيمي ديمون، إلى الإبقاء على توقّعات حدوث ركود اقتصادي، معتبراً أنه لن يزيل احتمال حدوث الركود “من على الطاولة”، فخطر الركود لا يزال قائماً. ولذلك يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي الانتظار قبل أن يخفض أسعار الفائدة.
وأضاف ديمون عبر رابط فيديو في قمة الأعمال الأسترالية للمراجعة المالية في سيدني “إن العالم يتوقع هبوطاً سلساً، ربما بنسبة 70-80 بالمئة. وأعتقد أن فرصة الهبوط السلس في العام أو العامين المقبلين هي نصف ذلك. والأسوأ من ذلك هو الركود التضخمي“، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبرغ.
وخلص ديمون إلى أنه “يمكنهم دائماً خفض الفائدة بسرعة وبشكل كبير. إن مصداقيتهم على المحك بعض الشيء هنا. البطالة في الولايات المتحدة منخفضة للغاية في الوقت الحالي، والأجور مستمرة في الارتفاع”.
ويُذكَر أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، كان قد أكّد في مقابلة تلفزيونية بتاريخ 5 شباط الماضي، أن صانعي السياسة النقدية في المركزي الأميركي ما زالوا يتوقعون إجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية تقريباً خلال 2024.
وقال في بداية يوم الخميس الماضي أثناء إجابته عن أسئلة اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ: “نحن ننتظر أن نصبح أكثر ثقة في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام عند 2 بالمئة. وعندما نحصل على هذه الثقة – ونحن لسنا بعيدين عنها – سيكون من المناسب البدء في خفض مستوى القيود”.