حمص
أقدمت قوات الأمن التابعة للحكومة السورية على اعتقال طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، في إحدى مدارس قرية مرج القطا بريف حمص الغربي وسط سوريا، بتهمة “تشويه صورة الرئيس السوري بشار الأسد”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن “مدير المدرسة قام بتعنيف الطفل بعد رسمه على صورة الرئيس الأسد في دفتر مادة الاجتماعيات، وتم تسليمه بعد ذلك إلى قوات الأمن”.
وفيما لا يزال مصير الطفل في الصف الرابع الابتدائي مجهولاً، تُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان أحداث شباط/فبراير من العام 2011، حيث قام أطفال في درعا جنوبي سوريا بكتابة شعارات مناهضة للرئيس السوري على جدار مدرسة ثانوية، الأمر الذي أدى إلى اعتقالهم على يد أمن المدرسة كما الأمن التابع للحكومة واستمرار سلسلة الاعتقالات في الأشهر اللاحقة.
وفي الشهر الماضي، شهدت سوريا زيادة في عمليات الاعتقال والاختطاف، حيث بلغ عدد المعتقلين والمختطفين 183 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن 53 عملية اعتقال تمت في مناطق سيطرة الحكومة، حيث ضمنت التهم التخلف عن الخدمة الإلزامية، التواصل مع جهات خارجية وارتكاب جرائم إلكترونية.
وتم توثيق وفاة أربعة مدنيين تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة للحكومة خلال نفس الشهر.
يشار إلى أن الحرب السورية التي تلت احتجاجاتٍ شعبية اندلعت في منتصف آذار/مارس من العام 2011، أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين، بحسب ما تفيد إحصاءات جهات حقوقية سورية ودولية.
وتكرر حالات الاعتقال رغم تفاقم الوضع الإنساني في سوريا، حيث يعيش السكان في ظل ظروف معيشية صعبة، مع نقص حاد في الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء. وتعاني العديد من المناطق من نقص في الخدمات الصحية والتعليمية، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً بالنسبة للأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والاعتقال دون أي ضوابط قانونية.