خاص / حلب
يقف فادي قطان (48 عاماً) من أهالي حي “الصَّالحين” في محافظة حلب السورية، ناظراً إلى الطرقات المهترئة التي لم يتمّ إعادة ترميمها رغم مرور سبع سنواتٍ على استعادة الحكومة السيطرة على حلب، ثاني أكبر محافظات البلاد وعاصمتها الاقتصادية.
وتضررت الطرقات في مدينة حلب بشكل كبير نتيجة المعارك التي دارت في أحياءها الشرقية بين القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلّحة التي سيطرت على تلك الأحياء عدّة سنوات.
وكان مسلحو المعارضة السورية قد تمكّنوا من السيطرة على حي “الصَّالحين” يوم 31 تمّوز/يوليو من العام 2011، لكنهم فقدوا سيطرتهم عليه في 12 كانون الأول/ديسمبر 2016 عندما استعادته القوات الحكومية بدعمٍ جوي من روسيا.
يقول قطان لـ”963+”: “أغلب الشوارع الفرعية للحي في فصل الشتاء تتحول إلى بِرك للأمطار، نتيجة اقتلاع الأسفلت، والذي يشكل مشكلة للأهالي وخاصة للأطفال والنساء”.
ويشكل ذلك هاجساً للأهالي عند الخروج من المنزل، إذ لا تتمكن السيارات من الدخول إلى كافة الشوارع جراء تضرر الطرق، مما يجبرهم على المسير مكرهين بين برك المياه والوحل للوصول إلى الشارع الرئيسي أو أحد الشوارع العريضة.
خدمات غائبة
وتعاني أغلب الأحياء الشرقية من مدينة حلب، من غياب الخدمات الطرقيّة والكهرباء والاتصالات.
ويتحسر عبد الرزاق سقعان (63 عاماً)، على افتقار الحي للخدمات بشكل كلي، حسب تعبّيره، ويقول: “لم تصلنا الكهرباء بعد، وعند حلول الظلام وانقطاع كهرباء “الأمبيرات”، تصبح الحارات في ظلام دامس، مما يعيق حركة الأهالي”.
ولافتقاد حي “الصَّالحين” للكهرباء الحكومية بشكل كلي، يعتمد سكانه على كهرباء الاشتراكات/“الأمبيرات” التي تثقل كاهلهم، حيث يضطرون لدفع 90 ألف ليرة سورية ثمن اشتراك بـ2 أمبير أسبوعياً، لمدة تشغيل خمسة ساعات يومياً، بحسب ما قاله عمر العيسى لـ”963+” وهو أيضاً من سكان “الصَّالحين”.
ويشهد الحي تراكما لأنقاض عشرات الأبنية المنهارة نتيجة تعرّضه للغارات الجوية والقصف المدفعي والبراميل المتفجرة، إضافة لانهيار مبنيين نتيجة تصدعهما من الحرب والذي ذهب ضحيتهما آنذاك عدة مدنيين خلال بين عامي 2019 و2022. وانهيار مبنيين آخرين أثناء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا بداية شهر شباط/ فبراير من العام الفائت، والذي أودى بحياة 17 مدنياً.
ويعيق تراكم الأنقاض، التي لم يتم ترحيلها، حركة السيارات والمارة في أزقة الحي، بحسب ما يقول “سقعان” الذي يشير أيضاً إلى أن الحي يفتقد لشبكة الاتصالات المحمولة، ونتيجة لذلك يضطرون للسير إلى منطقة “دوار الصالحين” أو منطقة “الجبانة” في حال رغبتهم بإجراء مكالمة هاتفية أو استقبالها.
تبرير التقصير
وذكر مصدر في مجلس مدينة حلب، فضل عدم الكشف عن اسمه باعتباره غير مخول للإدلاء بتصريحاتٍ لوسائل الإعلام، أن التقصير في تأمين خدمات النظافة للحي يعود إلى “نقصٍ في عدد العاملين والمهندسين في مجال النظافة، حيث انخفض عددهم إلى ربع ما كان عليه قبل الحرب”.
ويضيف المصدر لـ”963+”: “السبب الآخر يعود إلى تهالك أليات النظافة ونقص عددها بشكل عام، والتي أساساً فقدت صلاحيتها على طول العشر سنوات الماضية، إضافة للحصار المفروض على سوريا والذي يمنعها من استيراد قطع تبديل للأليات المتهالكة، وشراء آلياتٍ جديدة لوضعها في الخدمة”.
وكان حي “الصَّالحين” يخدمه برج واحد لشركة سيريتل للاتصالات، لكن بعد حدوث الزلزال المدمر ببضعة أيام قامت الشركة بإزالة أجهزة البث بحجة أن البناء المجاور له متصدع وآيل للسقوط.