دير الزور
أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن تنظيم “داعش” المتطرّف نفذ سلسلة هجمات جديدة في بادية كباجب بريف دير الزور الجنوبي شرق سوريا، وأدت إلى مقتل 18 شخصاً، بينهم 4 من عناصر “الدفاع الوطني”، وإصابة 16 آخرين، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 50 غيرهم.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة هجمات يشنها التنظيم المتطرّف في شمال وسط وشرق سوريا، حيث يعاود نشاطه بشكل متزايد يوماً بعد يوم.
وأوضح “المرصد” أن المهاجمين حاصروا المدنيين أمس الأربعاء أثناء قطفهم لمادة الكمأة، وهو نوع من الفطر البرّي الذي ينمو في الصحراء بعد هطول الأمطار، كما استخدموا الأسلحة الرشاشة ضدهم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى احتراق 12 سيارة في موقع الهجوم.
وفي 26 شباط/فبراير الماضي، شهدت بادية الرقة شمال سوريا، حادثاً مأساوياً نجم عن انفجار لغم من مخلفات تنظيم “داعش” أثناء قيام مجموعة من المدنيين بجمع الكمأة، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة 8 آخرين على الأقل بجروح مختلفة.
وتشهد سوريا عودة محدودة ومتصاعدة لتنظيم “داعش” المتشدد في الأشهر القليلة الماضية، حيث يقود عمليات أمنية ويفجّر عبوات ناسفة في بعض المناطق، وذلك رغم إعلان هزيمة التنظيم عام 2019 من قبل قوات “سوريا الديموقراطية” (قسد) والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد “داعش” في سوريا والعراق.
وفي سياق متصل، قتلت طائرة مسيّرة مجهولة 3 عناصر من الفصائل المسلّحة الموالية لإيران، بينهم 2 من جنسيات غير سورية، بعد استهدافها لآلية عسكرية للفصائل في محيط مزار “عين علي” في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي الذي تتواجد فيه فصائل مدعّومة من طهران.
وفي الأثناء، سُمِع دوي انفجار عنيف في ريف دير الزور الشرقي، ناتج عن استهداف مسيّرة مجهولة لآلية عسكرية تابعة للفصائل المدعّومة من إيران، كما أُفيد عن وقوع جرحى في الموقع، فيما لم تُعرف الجهة التي قامت بالاستهداف حتى الآن.
ودخلت المسيرات بشكل كبير إلى ميدان الحرب السورية خلال السنة الماضية، وتملكها القوات الحكومية، وجماعات متطرّفة تتواجد شمال غربي البلاد. إضافة إلى تركيا تستخدمها في استهدافاتها المتكررة لمناطق “قسد”.
يشار إلى أن تنظيم “داعش”، رغم انهيار “خلافته” المزعّومة وتراجع نفوذه بشكل كبير، إلا أنه لا يزال يشكّل تهديداً على سوريا، حيث يستمر في تنفيذ هجماته عبر خلاياه النائمة ومن خلال تواجده في الصحراء السورية وسط وشرقي البلاد.