بيروت
أعلن المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء إلياس البيسري، أن “قافلة من النازحين السوريين ستنطلق قريباً إلى سوريا”، مؤكداً “استمرار المديرية العامة للأمن العام في تقديم التسهيلات في سبيل عودة النازحين”.
وجاء إعلان البيسري خلال حفل إطلاق “خارطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين وآلية عودتهم”، أمس الثلاثاء في بيروت، فيما ذكرت صحيفة لبنانية أن خطوات إضافية من الجانب اللبناني ستظهر الأسبوع المقبل لتأكيد الإصرار والجدية في ملف النزوح، حيث ستكون هناك زيارة وزارية إلى سوريا للتنسيق مع الجانب السوري ومواصلة البحث في ملف النزوح.
وأشار البيسري إلى أن “مشكلة الولادات غير المسجلة تُعتبر من أخطر المسائل التي تعترض معالجة ملف النزوح، ومرد ذلك إلى غياب ثقافة القانون لدى البعض”، مشيراً إلى أن “وزارة الشؤون الاجتماعية تعمل بالتعاون مع وزارة الداخلية على تسجيل وحفظ قاعدة البيانات بهدف عدم السماح بوجود مكتومي القيد”.
وكشف أن دفعة العائدين طوعياً إلى سوريا “تتضمن عدداً كبيراً”، وأنها ستُقسم على مراحل متقاربة زمنياً وستليها دفعات أخرى.
ويستمر تدفّق اللاجئين السوريين إلى لبنان عن طريق المعابر غير الشرعية، على الرغم من هذه الخطوة، وتتواصل الدعوات اللبنانية إلى ضبط هذا النزوح، وصولاً إلى حدّ وقفه نهائياً بسبب “عدم قدرة بيروت على تحمّل تبعاته الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية”، وهو ما عبَّر عنه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في كلمةٍ له في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفي وقت يُقدِم فيه لبنان على إعادة بعض اللاجئين إلى سوريا، يبقى التنسيق مع السلطات في بلدهم، أساسياً لتسريع هذه العملية، فيما يُفضّل أغلبية السوريين الذي يقطنون لبنان عدم العودة إلى سوريا، مفضلين التوجه نحو أوروبا أو بلدان عربية أخرى، وسط قلقهم من إمكانية إجبارهم على العودة القسرية، وما تحمله من مخاطر على حياتهم.
وتشير أرقام المنظمات الدولية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان يبلغ حوالى 800 ألف، لكن إحصاءات “لجنة الاقتصاد والتجارة” اللبنانية تفيد أن “الرقم الإجمالي للنازحين في لبنان يبلغ حوالى مليونين و100 ألف نازح. وقد استقر العدد الأكبر منهم في قضاء بعلبك في محافظة البقاع شرق لبنان، وهو 300 ألف و842 نازحاً”.
ويعزز استمرار الأزمة السورية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في بعض مناطق البلاد، الضغوط على لبنان ويعقّد من التحديات التي يواجهها في من جهة استضافة اللاجئين السوريين لاسيما وأن بيروت تواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة.