خاص ـ عبدالحي عبدالحي/ إدلب
يواجه حافظ محمد، وهو مزارع من قرية كفر عويد في ريف محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، صعوبة كبيرة في أوقات الزراعة في ظل التقلبات المناخية وانعكاساتها.
ويضطر محمد، للزراعة في غير وقتها، بعد التغيرات المناخية التي تعرضت لها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
ويشير المزارع في حديث لـ”963+”، إلى أن “سكان المنطقة في إدلب، يتسببون بشكلٍ غير مباشر في التغير المناخي، خاصة في فصل الشتاء عند استخدامهم لوسائل تدفئة تقليدية وغير صديقة للبيئة”.
وأصبحت القمامة والملابس البالية والأحذية من الوسائل المعتمدة للتدفئة لدى أهالي تلك المنطقة، لسهولة الحصول عليها وتكلفتها المنخفضة مقارنة بوسائل التدفئة الأخرى كالحطب والوقود.
وتؤثر تلك الوسائل بشكل مباشر على المناخ، فتتغير مواعيد هطول الأمطار إضافة للتلوث الناتج عن مخلفاتها والغازات التي تطلقها في الطبيعة.
وتعد ظاهرة التغير المناخي من أبرز التحديات التي تواجه الإنسان على وجه الأرض، فهي تشكل تهديداً لمستقبل البشرية جمعاء بما تحمله من كوارث تهدد مستقبل الأمن الغذائي والمائي للشعوب و التجمعات البشرية حول العالم ومنها سوريا.
وفي بلد شبه صحراوي مثل سوريا، تشكل ظاهرة تغير المناخ تحدياً خطيراً على مستقبل هذا البلد، فالجفاف ونقص هطول الأمطار وتطرف الأحوال الجوية، عدا الحرارة العالية وموجات الصقيع، كل ذلك كان السبب في توقف عديد من الأنواع الزراعية، مثل القطن وعبّاد الشمس وغيرهما، ما ألحق خسائر مادية قاسية بالمزارعين في المنطقة التي كانت تعدّ من الأخصب في سوريا.
وأفقدت الحرب الدائرة في سوريا وخاصة في شمال غربي البلاد بالتحديد، منذ أكثر من 12 عاماً، جزءاً حيوياً من رئتها التي تتنفس بها، بسبب حرق مساحات هائلة من المناطق المحرجة جراء القصف والاشتباكات بين أطراف الصراع.
وانتشرت في المنطقة ظاهرة قلع وقطع الأشجار بشكل جائر وعشوائي، من قبل بعض فصائل المعارضة الموالية لتركيا هناك، لبيعها.
وقال المهندس عبدالكريم اليوسف، في إدلب، إن “التغير المناخي الحاصل في المنطقة ناتج عن قلة الغطاء النباتي الأخضر بسبب القطع الجائر للأشجار من قبل بعض الفصائل غير الملتزمة بالقوانين والشرائع التي تخص الزراعة والغابات”.
وأضاف اليوسف لـ”963+”، أن “وقوع سوريا في المنطقة الجافة وشبه الجافة يتسبب في قلة الموارد المائية، مما يدفعهم كمهندسين زراعيين للعمل على استخدام طرق ري حديثة لتوفير الماء وتحسين العملية الزراعية مما ينعكس إيجاباً على المناخ”.
وأشار رئيس دائرة الزراعة في إدلب المهندس عبدالرزاق طالب، إلى أنه خلال الأعوام الماضية “شهدنا الكثير من التقلبات المناخية من احتباس الأمطار خلال ذروة الهطول المطري إلى ارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة صيفاً”.
وشدد عبدالرزاق في حديث لـ”963+” على أن عوامل عديدة أدت إلى هذه التغير منها: “زيادة الكثافة السكانية وزيادة احتراق الوقود الحراري والقطع الجائر لمساحات واسعة من الأشجار مما أدى إلى تراكم الغازات منها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعمل على رفع درجة الحرارة”.
وتوصي الأمم المتحدة بضرورة “إيقاف الحرب أولاً، فهو الحل لمسببات التدهور الاقتصادي، وبدء مواجهة التدهور البيئي في سوريا”.
وأشارت في تقاريرها، إلى أن “التحول لاقتصاد مستدام مرن بمواجهة التحديات المناخية، يتطلب الدعم الدولي للاستثمار بوسائل الطاقة المتجددة، وحفظ الطاقة والزراعة المستدامة”.