أنقرة
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن “الظروف الحالية لا تتيح فرصة لمواصلة مفاوضات تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة”.
جاء حديث الوزير التركي الأمس الأحد، بعد لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مباحثات تناولت الملف السوري على هامش مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي في نسخته الثالثة.
وقال فيدان في ختام المؤتمر، أنه اتفق مع لافروف على الحاجة إلى “خلق بيئة نقاش أوثق حول القضية السورية”.
كما أضاف أنه اتفق أيضاً مع نظيره الروسي على الحاجة إلى مناقشة الملف السوري بالتفصيل، “لأن عودة اللاجئين، ومسألة كتابة دستور الجديد، ومكافحة الإرهاب، كلها قضايا عالقة حالياً في سوريا، وتحتاج إلى التقدم بطريقة أو بأخرى”.
هذا وأشار الوزير التركي إلى أن هذه القضايا “تتعلق بشكل وثيق بأمن تركيا ومصالحها الوطنية”، وفق وكالة الأناضول، كما تابع قائلاً: “سنواصل مناقشة هذه القضية عن كثب مع العديد من الدول، بما في ذلك روسيا”.
يُذكر أن بعض الإعلام التركي كان قد أعلن قبل أيام أن هناك تقدم ومساعي جدية لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، إلا أن الحكومة التركية سرعان ما نفت هذا الأمر، ثم أتى كلام فيدان ليقطع الشك باليقين أن ظروف عملية التطبيع “غير متاحة” في الوقت الراهن.
وعلى الرغم من النفي التركي لاستكمال عملية التطبيع مع دمشق، إلا أن فيدان لم يرفض الفكرة بالمطلق أو يعبّر عن عدم نية بلاده في إجراء عملية تطبيع للعلاقات الدبلوماسية والسياسية في المستقبل، وهو الأمر الذي أخذته بعض الصحف التركية المعارِضة على أنه مجرد تمهيد لإجراء لقاءات سياسية بين الجانبين بعد الانتخابات البلدية التركية في 31 آذار/مارس الحالي.
في المقابل، لم يصدر أي موقف رسمي من جانب الحكومة السورية فيما خص موضوع التطبيع مع أنقرة، حيث لا تزال دمشق تعتبر الوجود العسكري التركي شمال سوريا بمثابة احتلال لأراضيها، كما ترى الكثير من القوى الموجودة في سوريا كما تقارير دولية عديدة أن “تركيا تتحمل مسؤولية الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب المحتملة التي يرتكبها عناصر قواتها والجماعات المحلية الموالية لها” بحسب آخر تقرير صادر عن منظمة ” هيومن رايتس ووتش” الحقوقية المرموقة في 29 شباط/فبراير الماضي.