بيروت
على الرغم من المساعي الحثيثة لإرساء هدنة في قطاع غزة، يواصل جيش الدفاع الإسرائيلي حشد قواته قرب حدود لبنان الجنوبية، ما ينبئ بإمكانية فتح حرب شاملة بين “حزب الله” وإسرائيل في القادم من الأيام.
وما يعزز الشعور باندلاع الجبهة جدياً هو زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت مساء اليوم، وذلك في وقت لا تبدو إسرائيل مستعدة للتهدئة الميدانية مع “حزب الله”، حيث تغتال قادته وعناصره بشكل شبه يومي، وتحاول فرض شروطها على المنطقة الحدودية، والتي تتمثل في “إبعاد حزب الله إلى مسافة 10 كيلومترات” عن حدودها، بحسب وكالات أجنبية.
ويترافق هذا الجوّ المبشِّر بمواجهة عسكرية متصاعدة، مع تصريحات صحافية أميركية تصدر عن مقربين من البيت الأبيض، مفادها أن إسرائيل تستعد لشن عملية برية في الجنوب اللبناني في الربيع المقبل، خصوصاً إذا فشلت المساعي الدبلوماسية لردع “حزب الله” وإبعاده عن الحدود عبر تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
وكان هذا القرار قد تم اقراره بعد انتهاء “حرب تموز” عام 2006 بين الحزب وإسرائيل، ووافقت عليه الدولة اللبنانية والدولة الإسرائيلية و”حزب الله”، وينص على إبتعاد هذا الأخير عن التواجد العسكري قرب الحدود، وعدم الإقدام على تنفيذ أي أعمال عسكرية مهمة ضد إسرائيل.
ومن الواضح من سريان الأعمال العسكرية جنوب لبنان حتى الآن، أن “حزب الله” لم يلتزم بالقرار الدولي من ناحية الابتعاد عن الحدود، إلا أنه التزم بعدم التصعيد وتنفيذ أعمال عسكرية مهمة ضد إسرائيل، فيما هذه الأخيرة لا تتوانى عن ضرب عمق لبنان بين الحين والآخر، كما تضرب مقاتلين وقادة من “حزب الله” في سوريا أيضاً.
على المقلب الآخر، فإن الضغوط الدولية لمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان متواصلة كذلك، خوفاً من اشتباكات مدمرة تزيد من كلفة الأزمة الإنسانية في المنطقة، وبالتالي كلفة النزوح إلى أوروبا وإعادة الإعمار بعد فترة، إلا أن إسرائيل لا تبدو مكترثة جدياً لأي مخاوف غربية.
وفيما يُتوقع أن يبدأ سريان الهدنة بين “حركة حماس” وإسرائيل في الأول من شهر رمضان، يبقى مصير الجبهة مع لبنان معلقاً وخارج نطاق أي تسوية سياسية أو عسكرية، وبالتالي لا ضمانات حقيقية لعدم اشتداد المواجهات هناك.
يُذكر أن “حزب الله” كان من بادر إلى إطلاق النار صوب إسرائيل بعد ساعات من تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” في السادس من تشرين الأول/أوكتوبر، فيما سقط له حوالي 290 مقاتلاً منذ ذلك الحين، مقابل أقل من 20 إسرائيلياً فقط.