خاص ـ نور الريان/ السويداء
يستمر حراك السويداء، بعد أكثر من نصف عام على انطلاقه، إلا أنه شهد تراجعاً في الفترة الأخيرة، مع بقاء المطالب السياسية في سلم الأولويات.
وفي السابع من آب/ أغسطس الماضي، انطلقت احتجاجات السويداء، جنوبي سوريا، ولا تزال مستمرة إلى اليوم، ونادى المحتجون بالتغيير السياسي وتطبيق القرار 2254.
وبين المراهنة على قدرة المحتجين على الاستمرار في احتجاجاتهم ومطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الدولية للوصول لحل سياسي للقضية السورية يبقى المحتجون في الساحات، للتعبير عن موقفهم المطالب بدولة المواطنة والحرية.
ويشدد الناشط في حراك السويداء مدحت أبو رسلان، في حديثه لموقع (963+) على أنه ومنذ البداية “كان مطلب المحتجين في السويداء هو إسقاط النظام”.
ويرى الناشط، أن زخم الاحتجاجات ضعف قليلاً. ويعزو السبب في ذلك إلى تركيز البعض على التفاصيل الإشكالية “كتخوين بالإضافة إلى بعد البعض عن أهدافهم الوطنية”.
تخريب وفتن
ولكن “أبو رسلان”، ورغم ضعف الاحتجاجات، يؤكد على أن “المطلب الأساسي هو إسقاط النظام وهدف ساحة الكرامة هو الوصول للتغيير السياسي”.
وينوه إلى وجود محاولات من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة، “لتخريب ساحة الكرامة، والاحتجاجات”، في إشارة لتغلغل أشخاص يتبعون للأجهزة الأمنية بين المحتجين بهدف التأثير على حركتهم ومطالبهم.
وحول هذا، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، في خطابه الأخير: “الشعب يمارس حقه بالتظاهر السلمي الذي يطلب من خلاله حقوقه المشروعة، عبر نداءات حرة دون خوف ولا وجل، لتقوم الجهات الأمنية بإدارتها الفاسدة بمحاربتهم بلقمة عيشهم لإسكات الحقائق”.
وأضاف: “تمت محاولات اختراق المحتجين وبث الفتن بينهم، ومحاولات التقزيم والتسخيف والتصغير لعمل كبير، وبث التخوين بينهم ليختلفوا، بوسائل ووسائط وأذرع بادية مكشوفة حاولت مصادرة الحقائق، وحرف المسار عن أهدافه”.
ويرى الناشط السياسي ناصر أبو إسماعيل، من السويداء، أن “تلك المحاولات التخريبية، وبث السموم لتخريب المجتمع ومسح العقول ونهب الأرزاق، يعيها المحتجون”.
“مفاتيح الحل”
وترى أوساط مقربة ومؤيدة للحكومة، بأن مفاتيح حل الاستعصاء السياسي في البلاد بيد الجانب الروسي حليف دمشق، في حين تؤكد الأوساط الثورية في ساحات السويداء، بأن الاستمرار بالحراك الشعبي هو الحل.
وحول قدرة الحكومة السورية مع حليفها الروسي على تحقيق مطالب المحتجين، وعلى رأسها القرار الأممي 2254، يجيب الأستاذ يامن معروف وهو أحد الناشطين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، “النظام عاجز عن تنفيذ أي قرار، والقوى المتحالفة معه لا تريد تنفيذ القرارات الدولية”.
ويرجع معروف السبب في ذلك لأن هذه القرارات “لا تصب بمصالح النظام وحلفائه، إنما تصب في مصالح الشعب السوري الذي يريد أن يوحد جهوده ليعيد سوريا إلى دول الحرية والعدالة”.