القاهرة
حذرت دراسة علمية حديثة، من أن التغير المناخي الذي يشهده العالم، يهدد بإغراق مدينة ساحلية مصرية جراء ارتفاع منسوب مياه البحر.
وكشفت الدراسة، أن مدينة الإسكندرية المصرية على ساحل البحر المتوسط، تشهد ارتفاعاً كبيراً في انهيارات المباني، وفق ما أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأظهرت الدراسة، أنه في العقد الماضي وحده، تسارع معدل الانهيارات من انهيار واحد في السنة إلى 20 انهياراً في السنة، مع زحف المياه المالحة إلى أسفل أساسات المدينة.
وعلى مدار العشرين عاماً الماضية، دمر 280 مبنى بسبب تآكل السواحل، وهناك 7000 مبنى آخر معرض لخطر الانهيار في المستقبل.
ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، ترتفع درجة حرارة المحيط المتوسطة، ومع ارتفاع حرارة الماء يتمدد أيضاً جنباً إلى جنب مع المياه العذبة المضافة من الصفائح الجليدية التي تذوب بسرعة، ما يدفع مستوى سطح البحر العالمي للارتفاع، وفق الدراسة.
ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فقد ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بين 20 و23 سنتيمتراً منذ عام 1880، مع 10 سم من هذا الارتفاع منذ عام 1993.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة سارة فؤاد، وهي مهندسة معمارية للمناظر الطبيعية في الجامعة التقنية
ميونيخ: “لقرون من الزمان، كانت هياكل الإسكندرية بمثابة عجائب من الهندسة المرنة، وتحمل الزلازل والعواصف والتسونامي وغير ذلك، لكن الآن، تعمل البحار المرتفعة والعواصف الشديدة التي تغذيها تغير المناخ على إبطال ما استغرق آلاف السنين من الإبداع البشري لإنشائه في غضون عقود”.
وجمع الباحثون بين صور الأقمار الصناعية والخرائط التاريخية لمعرفة مدى سرعة اختفاء ساحل المدينة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، وأظهر ذلك أن ساحل الإسكندرية تحرك إلى الداخل بعشرات الأمتار على مدى العقود القليلة الماضية، مع تراجع بعض المناطق بمقدار 3.6 متر سنوياً.
وقال الدكتور عصام حجي، أحد مؤلفي الدراسة وعالم المياه في جامعة جنوب كاليفورنيا: “نحن نشهد الاختفاء التدريجي للمدن الساحلية التاريخية، والإسكندرية تدق ناقوس الخطر، وما بدا ذات يوم وكأنه مخاطر مناخية بعيدة أصبح الآن حقيقة واقعة”.
وبحسب الدراسة، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار بضعة سنتيمترات فقط يزيد من خطر الفيضانات، والأهم من ذلك، أنه يسمح للمياه المالحة بالتغلغل بشكل أكبر في المدن الساحلية.
ومع ارتفاع مستوى المياه الجوفية، فإنها تتلامس مع أسس المباني، ويؤدي تسرب المياه المالحة الناتج عن ذلك إلى تقويض الهياكل قبل فترة طويلة من ملامستها المباشرة للبحر.
وأخذ الباحثون عينات من التربة حول المدينة للنظر في “البصمة الكيميائية” المرتبطة بتسرب المياه المالحة.
وقال البروفيسور إبراهيم صالح، المؤلف المشارك، عالم التربة من جامعة الإسكندرية: “كشف تحليل النظائر لدينا أن المباني تنهار من الأسفل إلى الأعلى، حيث يؤدي تسرب مياه البحر إلى تآكل الأساسات وإضعاف التربة”.
وأضاف “إن ما يتأثر ليس المباني نفسها، بل الأرض التي تقع تحتها
وأسس المدينة الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، وكانت الإسكندرية ذات يوم أكبر مدينة على وجه الأرض وكانت واحدة من أهم المواقع في العالم القديم، وفق ما أفادت الدراسة.
وتعرف المدينة باسم “عروس البحر الأبيض المتوسط”، وقد جعل موقعها على الساحل، منها مركزاً مهماً للتجارة والشحن يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا.
وتوقعت دراسة حديثة أجرتها جامعة “نانيانغ” للتكنولوجيا في سنغافورة أن يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار “مذهل” يبلغ 6.2 قدم (1.9 متر) بحلول عام 2100 إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.