دمشق
كشف مسؤولون أوروبيون وسوريون، أن روسيا تسعى لإبرام صفقة لإبقاء قواعدها العسكرية في سوريا، مقابل دعم اقتصادي واستثمارات في البلاد.
وقال المسؤولون لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن “مفاوضات سوريا وروسيا بحثت دفع الأخيرة مليارات الدولارات نقداً، إلى جانب استثمار موسكو في حقول الغاز والموانئ السورية”.
اقرأ أيضاً: كيف ينظر السوريون للتدخل الدولي؟
وتشمل عقود الاستثمار المحتملة، مرحلة جديدة في بناء ميناء طرطوس، الذي تم تعليقه، وتطوير امتيازات الغاز الطبيعي البحرية العملاقة، ومناجم الفوسفات وحقول الهيدروكربون في منطقة تدمر بالبادية السورية، فضلاً عن بناء مصنع للأسمدة في حمص، وسط البلاد، بحسب المسؤولين.
وأضافوا، أن “الإدارة السورية الجديدة تريد فتح صفحة جديدة مع موسكو”، مشيرين إلى أن “المفاوضات تضمنت اعتذاراً محتملاً من روسيا عن دورها في قصف المدنيين السوريين”.
كما تضمنت المفاوضات أيضاً، طلب دمشق من موسكو تسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد، لكن الروس رفضوا مناقشة ذلك، وفقاً للصحيفة.
وبحسب المسؤولين، بدأت المباحثات بين الجانبين عندما وصل ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الشرق الأوسط، إلى العاصمة السورية دمشق في كانون الثاني/ يناير الماضي.
اقرأ أيضاً: بعد سقوط الأسد.. كيف تدير روسيا وتركيا تناقضاتهما في سوريا المستقبل؟
وكان مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديمتري بريجه، قد قال قبل أيام في تصريحات خاصة لموقع ‘‘+963’’، إن روسيا قد تسلم الإدارة السورية الجديدة أموال الأسد وتغلق ملف ديونها كما فعلت مع دول القارة الإفريقية.
وذكر، أن “ذلك قد يحصل مقابل الاحتفاظ بنفوذ موسكو ومكاسبها في سوريا”، مشيراً إلى أن مصير القواعد سيتم تقريره في الأشهر القادمة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد قال أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، إنه من المُمكن أن تُستخدم القواعد الروسية في سوريا لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأضاف لافروف، في تصريح لوسائل إعلام روسية، أن روسيا ترغب بإجراء حوار مع الإدارة السورية الجديدة لبحث إمكانية منح القواعد العسكرية الروسية دوراً مؤقتاً كمراكز إنسانية، معتبراً أن السكان في سوريا بحاجة ملحة للمساعدات الإنسانية، وهو ما دفع روسيا لطرح مشروع تحويل القواعد العسكرية إلى مراكز لتقديم الدعم الإنساني.
وأشار، إلى أن روسيا مُنفتحة على الحوار البنّاء مع الإدارة السورية الجديدة حول جميع جوانب العلاقات بين البلدين، منوهاً إلى ضرورة الاعتماد على قاعدة التعاون القوية التي تم بناؤها على مدى سنوات عديدة.