دمشق
كشفت وكالة رويترز نقلاً عن ثمانية مصادر ديبلوماسية روسية وسورية اليوم الأحد، عن تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات الجارية بين روسيا والإدارة السورية الجديدة.
وقالت المصادر، إن “تجاوز العداء بين الطرفين قد يكون ذات منفعة متبادلة، حيث أنه رغم قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتخفيف بعض العقوبات على سوريا، فإن القيود المتبقية لا تزال تعرقل التعاملات الاقتصادية مع البلاد”.
اقرأ أيضاً: زيارة بوغدانوف وإلغاء اتفاقية مرفأ طرطوس.. ماهي صفحة موسكو الجديدة بسوريا؟
وذكرت، أنه “قد يكون استئناف روسيا لإمداداتها التقليدية من الأسلحة والوقود والقمح بمنزلة شريان حياة لسوريا”.
وأكد ديبلوماسي سوري مقيم في دمشق، أن “الإدارة السورية الجديدة مستعدة لصنع السلام حتى مع أعدائها السابقين”.
وبحسب المصادر، فإن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، ناقش مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال زيارته لدمشق أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، عدة ملفات بينها الديون الروسية واستعادة الأموال المودعة في روسيا ومستقبل بشار الأسد.
ويعتمد مصير القواعد الروسية، التي تعد أساسية للنفوذ العسكري لموسكو في الشرق الأوسط وإفريقيا، على قرارات رئيس الفترة الانتقالية أحمد الشرع، وفقاً للمصادر.
ويسعى الشرع إلى إعادة التفاوض بشأن عقود الإيجار الموقعة خلال حقبة رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، والتي منحت روسيا امتيازات كبيرة، بما في ذلك عقد إيجار لمدة 49 عاماً لقاعدة طرطوس، واتفاقية غير محددة المدة لقاعدة حميميم. ومع ذلك، لا يبدو أنه يرغب في إنهاء الوجود الروسي تماماً.
وخلال الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات مع بوغدانوف، أثار المسؤولون السوريون مسألة تسليم بشار الأسد إلى سوريا، لكنها نوقشت بشكل عام فقط، مما يشير إلى أنها ليست عقبة رئيسية في إعادة بناء العلاقات، بحسب أحد المصادر.
اقرأ أيضاً: لافروف: روسيا ترفض السياسة الدافعة لتقسيم سوريا
وفي هذا السياق، أكد مصدر روسي رفيع المستوى أن موسكو لن توافق على تسليم الأسد، ولم يُطلب منها ذلك.
كما طالب الشرع بإعادة الأموال السورية التي يُعتقد أن الأسد أودعها في موسكو، إلا أن الوفد الروسي، بقيادة بوغدانوف، نفى وجود مثل هذه الأموال، وفقاً لدبلوماسي مقيم في سوريا مطلع على المحادثات.
وترى آنا بورشيفسكايا، الباحثة في معهد واشنطن، أن موسكو لا تزال تملك ما تقدمه لسوريا، وقالت للوكالة: “روسيا قوية جداً ومتجذرة في سوريا لدرجة أنه لا يمكن تجاهلها”.
وأضافت أن موسكو “بحاجة فقط إلى حكومة في دمشق تضمن مصالحها، وستكون مستعدة لعقد صفقة مع هذه الحكومة”.
من جانبه، قال سيرغي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، في وقت سابق في منشور على “تليغرام”: “السلطات السورية الجديدة لا ترى روسيا كدولة معادية، لكن موسكو ستضطر إلى تقديم شيء مفيد للحكومة السورية مقابل الحفاظ على قواعدها العسكرية هناك”.
وتطالب دمشق بتعويضات عن الدمار الذي خلفته الحرب، حيث تُقدّر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) كلفة إعادة الإعمار بنحو 400 مليار دولار.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تقبل موسكو بتحمل المسؤولية المباشرة، لكنها قد تعرض تقديم مساعدات إنسانية، وفقاً لمصدر مطلع على الموقف الروسي.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوفد سكرتيره العسكري اللواء رومان جوفمان إلى روسيا، للتباحث بشأن سوريا
وقالت الصحيفة، إن جوفان زار موسكو مؤخراً، لإجراء سلسلة من الاجتماعات الأمنية والسياسية مع مسؤولين روس بشأن عدة ملفات بينها سوريا.
وذكرت، أن تل أبيب تسعى خلال الزيارة لبحث إمكانية الحفاظ على النفوذ الروسي في سوريا.