دمشق
يعتبر “مدفع رمضان” من العادات القديمة التي تستخدم عند دخول وقت الإفطار والسحور في شهر رمضان منذ العهد المملوكي، ولا تزال عدة دول تستخدمه رغم التطور التكنولوجي.
واستخدم المدفع لتوفير الصوت المرتفع الناتج عن إطلاق النيران، ليتمكن الصائمون من سماعه إيذاناً بدخول وقت الإفطار والبدء بتناول الطعام، أو الإمساك عنه في السحور.
وإلى جانب تلك الغاية الأساسية، أصبح “مدفع رمضان” من العادات المحببة والتي تنال إعجاب الكثير من الأفراد داخل الدول التي يضرب فيها.
ولا تزال العديد من الدول تستخدم “مدفع رمضان” عند حلول موعد الإفطار والإمساك، ومن أبرز تلك الدول المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر.
إلا أن استخدامه تراجع ويكاد يكون منتهي في دول أخرى مثل سوريا والعراق وفلسطين وإيران والعديد من الولايات التركية.
وتختلف الروايات بشأن المرة الأولى التي استخدم فيها “مدفع رمضان”، لكن أغلب الدراسات تشير إلى أنها كانت في مصر، رغم الاختلافات ما إذا كانت في عهد محمد علي الكبير أو الخديوي إسماعيل أو الوالي المملوكي “خوشقدم”.
وتقول دراسة أجراها أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار في جامعة القاهرة علي الطايش، إن دخول “مدفع رمضان” لأول مرة للمنطقة كان في سنة 1455 ميلادية، في عهد الوالي المملوكي “خوشقدم”، الذي تلقى مدفعاً كهدية من صاحب مصنع ألماني، فأمر بتجربته وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس، فظن سكان القاهرة أن ذلك إيذاناً لهم بالإفطار.
وأوضح، أنه في اليوم التالي توجه شيوخ الحارات والطوائف إلى بيت الوالي لشكره، فلما عرف الوالي بذلك أعجب بالفكرة، وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام رمضان.
ولا يزال الأردن يحافظ على عادة إطلاق “مدفع رمضان” من ساحة النخيل في رأس العين بالعاصمة عمان.
وفي مصر، تم وضع “مدفع رمضان” فوق هضبة المقطم وهي منطقة قريبة من قلعة العاصمة القاهرة.