ربى الحايك
تستعد الفنانة السورية أمانة والي للمنافسة في موسم دراما رمضان لعام 2025، حيث ستظهر في أكثر من عمل درامي يجمع بين البيئة الشامية والدراما الاجتماعية، مقدمة تنوعاً فنياً يثري مشوارها الفني. وحول هذه التحضيرات، كشفت أمانة في حديث خاص لموقع “963+” أنها ستشارك في عدة مسلسلات تحمل طابعاً مميزاً، وتتوزع بين الدراما الشامية والاجتماعية، مما يتيح لها تقديم شخصيات متنوعة.
ومن أبرز المشاريع التي ستشارك فيها أمانة والي هذا العام، مسلسل “قطع وريد”، الذي يندرج تحت فئة الأعمال الاجتماعية، وهو من تأليف سعيد الحناوي وإخراج تامر إسحاق. في هذا العمل، تجسد أمانة شخصية سيدة فلاحة تعمل لدى إحدى العائلات، وتواجه العديد من الصعوبات بعد تعرض ابنتها لمشكلات كبيرة، مما يضعها في رحلة عذاب مستمرة. وأشارت أمانة إلى أن العمل يتطرق إلى مواضيع اجتماعية هامة مثل خلافات الشقيقين وجشع التجار، وتوقعت أن يحقق المسلسل نجاحاً كبيراً بفضل التنوع في الحكايا الاجتماعية التي يطرحها.
أما في مسلسل “بنات الباشا”، الذي يخرجه عمار تميم، فسيتم عرض البيئة الشامية في سياق درامي، حيث يقدم العمل قصة الباشا وبناته، والمؤامرات التي تدبرها النساء لتحقيق مصالحهن الخاصة. ستؤدي أمانة شخصية “الداية”، التي تساعد “زوجة الباشا” في تدبير المكائد والأزمات العائلية، مما يساهم في تعقيد الأحداث داخل العائلة والبيئة المحيطة.
كما تشارك أمانة في مسلسل “ثمن الخيانة”، الذي يعكس واقعاً اجتماعياً قاسياً، حيث تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب الذين يتم تورطهم في جريمة قتل نتيجة خيانتهم لزوجاتهم. تجسد أمانة في هذا العمل شخصية والدة إحدى الزوجات، التي تسعى لإحداث خلافات بينها وبين زوج ابنتها، مما يزيد من تعقيد الأمور.
وفي مسلسل “حبق”، من إخراج باسم السلكا، تتجسد شخصية أمانة كأم لفتاة تقوم بدورها الفنانة كاريس بشار. تعيش الشخصيتان في بيئة شعبية ويتأثران بالظروف الصعبة التي مرت بها سوريا، مثل التفجيرات والزلازل، مما يجعل الشخصية التي تقدمها أمانة مركبة، مليئة بالإنسانية والتطورات الدرامية التي تمر بها.
الدراما السورية في ظل الظروف الراهنة
حول واقع الدراما السورية في الوقت الحالي، ومدى تأثرها بالظروف السياسية، أعربت أمانة عن أن معظم الأعمال الحالية قد تم تحضيرها قبل الأحداث الأخيرة في سوريا، ولذلك لن يكون لها تأثير مباشر على موضوعاتها. لكنها أشارت إلى أن الدراما السورية تسير بخطى جيدة نحو التقدم، على الرغم من وجود تحديات تتعلق بتوفير الإنتاجات اللازمة. وتمنت أن يتم تقديم موضوعات تخص السوريين بشكل أكبر، إذ أن معالجة قضايا محلية تخص المجتمع السوري يساعد في تعزيز متابعتها على الصعيد العربي والدولي. وأكدت على أن ما ينقص الدراما السورية في الوقت الراهن هو غياب القنوات العارضة وضعف الإنتاجات بسبب غياب سوق العرض.
كما أوضحت أنها تتابع خلال موسم رمضان العديد من الأعمال التي لم تشارك بها، بهدف التعرف على إنتاجات زملائها والاطلاع على تجارب الدراما العربية، وتقييم الفرق بين الدراما السورية وما يُعرض في باقي الدول.
المرأة في البيئة الشامية: تطور الدور والانتقادات
فيما يتعلق بصورة المرأة في أعمال البيئة الشامية، أكدت أمانة أن الكتاب أصبحوا يسعون لتفعيل دور المرأة بشكل أكبر، لكن معظم الأعمال لا تزال بعيدة عن إظهار دورها الحقيقي كما كان في القرن العشرين. بعض الأعمال سلطت الضوء على سيدات دمشقيات معروفات بثقافتهن ونضالهن، ولكن يبقى دورهن محصوراً في “الحارة” أو داخل المنزل. وأوضحت أن الانتقال إلى الحديث عن شخصيات نسائية معينة يتطلب توثيقاً حقيقياً بعيداً عن التصوير الخيالي الذي يُعرض.
وحول مشاركتها في حملة لتصحيح مسار نقابة الفنانين والمطالبة باستقالة المجلس الحالي، أوضحت أمانة أن مشاركتها في هذه الحملة أمر ضروري، في ظل اقتراب موعد انتخابات مجلس النقابة. وشددت على ضرورة إعادة النظر في تركيبة النقابة، وقانونها، والعمل على حل مشكلات الفنانين والمتقاعدين. وأكدت على أهمية تشكيل مجلس نقابي جديد ونقيب يتفق عليه الفنانون لدعم قضاياهم وتحقيق مصالحهم.
العلاقة مع ابنها سليمان رزق
عند الحديث عن أول شخصية تسألها عن رأيها في أعمالها أو حياتها الشخصية، قالت أمانة إن ابنها سليمان، الذي يعمل كممثل، يشغل المرتبة الأولى في هذه الاستشارة. وأشارت إلى أنه يعمل في مهنة التمثيل منذ أن كان في الخامسة من عمره، وقد درس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية. وأضافت أن سليمان يمثل نافذتها إلى الجيل الشاب، وهي تشعر أنه يساعدها في فهم الكثير من الأمور المتعلقة بالحياة والفن. كما أنها تلتقي وتستشير صديقاتها الفنانات مثل وفاء موصللي ولينا حوارنة، وتقرأ باستمرار آراء الجمهور حول أعمالها لتطوير نفسها.
أما عن طقوسها في شهر رمضان المبارك، فأكدت أمانة أنها تحب قضاء أيامه مع عائلتها وأصدقائها المقربين، وتحرص على تزيين منزلها بزينة رمضان التي تضفي جواً من التفاؤل والسعادة. كما عبرت عن حبها لتبادل الزيارات، ودعوات الإفطار، ولقاء الأهل والأصدقاء خلال الشهر الكريم. وأعربت عن أملها في أن تشهد سوريا مرحلة جديدة مليئة بالسلام والمحبة، بعيداً عن الأحقاد الطائفية، متمنية أن تشهد البلاد العودة إلى الحياة المدنية والمضيئة التي كانت تعرف بها.
وفي ختام حديثها، أشارت أمانة إلى رغبتها في أن يتغير توجه الكتاب في الأعمال السورية القادمة، وأن يبتعدوا عن التركيز على الجرائم المرتبطة بالنظام المخلوع، وأن يكتبوا موضوعات تُعيد الأمل للسوريين، وتُبرز سماتهم الطيبة وصفاتهم الحسنة.