إدلب
غمرت مياه الأمطار اليوم الخميس، خياماً للنازحين السوريين في مخيمات بريف إدلب شمال غربي البلاد، في ظل تعرض البلاد لمنخفض جوي قطبي شديد البرودة وانخفاض كبير بدرجات الحرارة، وسط شح كبير في وسائل التدفئة وانعدام الخدمات الأساسية.
وتعرضت مناطق شمال غربي سوريا اليوم الخميس، لعاصفة مطرية تخللها أمطار غزيرة وسيول ورياح عالية، تسببت باقتلاع خيام للنازحين في بعض المخيمات.
وقالت رانيا حاج خميس (35عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال وتقيم في مخيمات “مشهد روحين” شمالي إدلب، إن هذه هي المرة الثالثة هذا العام التي تغرق فيها خيمتها جراء الأمطار الغزيرة والسيول.
وأوضحت خلال حديث لموقع “963+”، أن الخيمة التي يسكنون فيها مهترئة بشكل شبه كلي، وتعجز عن تأمين خيمة بديلة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وفشل جميع محاولاتها في تأمينها من المنظمات الإغاثية بسبب توقف الدعم والخدمات التي تقدمها تلك المنظمات.
وتؤكد رانيا الحاج خميس، أنها تضطر مع كل مرة تتعرض فيها المنطقة لمنخفض جوي وتتساقط الأمطار، للهروب إلى خيمة إحدى صديقاتها والتي تعد آمنة نسبياً مقارنة بخيمتها المهترئة والتي تخترق مياه الأمطار والسيول سقفها وجدرانها القماشية.
وأشارت، إلى أنها لا تملك خياراً آخر سوى البقاء في مخيمات النزوح بالشمال الغربي رغم انعدام الخدمات وافتقارها إلى أدنى مستويات المعيشة، بعد أن تدمر منزلها في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، جراء قصف للنظام السوري المخلوع في وقت سابق، لافتةً إلى أن “فصل الشتاء أصبح يشكل لها ولأطفالها كابوساً وهاجساً يؤرق حياتها جراء المعاناة النفسية والجسدية التي يسببها”.
ومن جانبه، قال محمد الخلوف (45 عاماً)، وهو نازح في مخيم “مشهد روحين”، إن انعدام الخدمات الأساسية وعدم تقديم المساعدات الطارئة للمخيمات، مثل الخيم والعوازل المطرية والأغطية البلاستيكية، أدى لغرق عشرات الخيام”.
وأضاف في حديث لموقع “963+”، أن جميع النازحين المتواجدين في مخيمات شمال غربي البلاد، مجبرون على البقاء فيها بسبب عدم صلاحية منازلهم المدمرة للسكن، والخراب الكبير و”التعفيش” الذي طالها خلال سنوات الحرب.
وأمس الأربعاء، حذر مكتب الإنذار المبكر للعوامل الجوية في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تقرير، من تفاقم معاناة النازحين في المخيمات، نتيجة تعرض البلاد خلال الفترة المذكورة لموجة برد قوية تؤدي إلى انخفاض الحرارة لأكثر من 10 درجات مئوية دون معدلاتها السنوية.
وأشار التقرير، إلى الانخفاض الشديد المتوقع لدرجة الحرارة جراء انزلاق الكتلة القطبية شديدة البرودة نحو الحوض الشرقي للبحر المتوسط، مع ذروة تأثير للكتلة المتوقعة ما بين 23 و 25 شباط/ فبراير الجاري.
وذكر التقرير، أن درجات الحرارة على الخط الساحلي ستتراوح ما بين 1 و3 درجات، وتنخفض في جبال الساحل لتصل إلى 7 درجات تحت الصفر، وتكون في الداخل ما بين -4 و -7 درجات مئوية، في حين تخفض الحرارة إلى أكثر من 10 درجات تحت الصفر في مرتفعات دمشق الغربية.
وقال “الدفاع المدني”: “ندرك حجم المعاناة التي تمر بأهلنا المهجرين في المخيمات في هذه الأيام وبعد نحو 14 عاماً من حرب نظام بشار الأسد وحلفائه، واستمرار معاناتهم وعدم قدرتهم على العودة لمدنهم ومنازلهم المدمّرة، والظروف الصعبة التي يعيشون بها بالمخيمات، في ظل ضعف الواقع الإنساني والاستجابة الإنسانية للاحتياجات المتفاقمة يوماً بعد يوم”.