بيروت
أشارت “هيئة البث الإسرائيلية” إلى أن حزب “الله” خسر في سوريا ولبنان 290 مقاتلاً بينهم قياديين كبار منذ بدء التصعيد العسكري” الأخير بين إسرائيل وحركة “حماس” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما تنوّعت أماكن الاستهداف لتشمل العديد من مناطق انتشار الحزب طوال الأشهر الأربعة الماضية.
واندلعت مناوشات عسكرية بين حزب “الله” والجيش الإسرائيلي في الجنوب اللبناني بعد ساعات قليلة من تنفيذ حركة “حماس” الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر الماضي، والتي أدت إلى مقتل حوالي 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين.
وبينما يتخوّف كثيرون من تطوّر المناوشات المحدودة إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب “الله”، أشارت مصادر من البيت الأبيض، الأمس الخميس، لقناة “سي أن أن” الأميركية، إلى أن “الإدارة الأميركية تخشى وقوع هجوم واسع النطاق من إسرائيل على لبنان وحزب الله في الربيع أو الصيف المقبل”.
وفي الوقت نفسه، يستعد حزب “الله” لخوض غمار الحرب كما يقول مسؤولوه بشكل شبه يومي خلال تشييع قتلاه، فيما تنشر كل بضعة أيام حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لتحركات عسكرية إسرائيلية مؤللة وضخمة، مؤكِدة توجهها من وسط إسرائيل إلى شمالها على الحدود مع لبنان.
وتعرّض الحزب اللبناني الذي يتلقى كافة أشكال الدعم من إيران منذ تأسيسه عام 1982، لخسائر كبيرة في صفوفه خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، حيث فقد العشرات من مقاتليه في ضربات إسرائيلية مركزة على مواقعه في القرى الحدودية جنوب لبنان، كما استهدفت الضربات بعض مخازن الأسلحة التابعة له قرب مدينة بعلبك في محافظة البقاع شرق لبنان، وفي بلدة الغازية قرب مدينة صيدا في جنوبه.
وبالإضافة إلى ذلك، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مقاتلين من الحزب في سوريا، حيث قتلت العشرات منهم في بانياس الساحلية والقصير القريبة من الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى العشرات من “الحرس الثوري الإيراني” المنتشرين في الأراضي السورية لاسيما في العاصمة دمشق ومدينة دير الزور.
وبينما يربط كثيرون مصير المواجهات بين حزب “الله” وإسرائيل بالمفاوضات الجارية حول الهدنة الإنسانية المحتملة في قطاع غزة، ينظر آخرون إلى أن ما يحدث جنوب لبنان على أنه معركة محدودة قبل المعركة الحقيقية، حيث تبقى الحرب الشاملة بينهما ممكنة في أي لحظة.