وكالة الصحافة الفرنسية ( ا ف ب)
ما زالت ردود الفعل التي أدانت مقتل أكثر من 110 من الفلسطينيين في قطاع غزة تتوالى، اليوم الجمعة، من مختلف العواصم، حيث أثارت الحادثة التي حصلت خلال عملية توزيع مساعدات وتخللها تدافع و إطلاق نار إسرائيلي، موجة تنديد واسعة من دول غربية وعربية ومن المنظمات الدولية. وكررت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية المطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح تحقيق في ما حصل بشفافية كاملة.
ومنذ إعلان وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 110 أشخاص قتلوا في “إطلاق نار إسرائيلي” الجمعة، أثناء سعيهم للحصول على مساعدات، وإصابة 760 آخرين بجروح، توالت ردود الفعل المدينة للحادثة، وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “صدمته” بعد التقارير الواردة عن مقتل الفلسطينيين خلال هرعهم للحصول على مساعدات، مندداً بواقعة “مروعة”.
وقال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك “لا نعرف تحديدا ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع”.
بدوره ندد منسق السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ”المجزرة الجديدة”، واصفاً ما حصل بأنه “غير مقبول”. وأضاف أن “حرمان الناس من المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكاً خطراً للقانون الإنساني الدولي”، داعياً إلى “إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون عراقيل”.
من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين الجمعة عبر منصة “إكس”، :”يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق فيما حصل بشفافية كاملة. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون اليها، ويجب ضمان وصولها إليهم”.
كما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن “استهجانه الشديد لاستمرار قوات الاحتلال في استهداف المدنيين على نحو يمثّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بعد حرب التجويع (..)، وكأنها تحاصر الفلسطينيين بالجوع والرصاص”.
وأوضح أبو الغيط أن “الأسابيع الأخيرة شهدت تنفيذ خطة ممنهجة للحيلولة دون وصول المساعدات لأبناء القطاع، بما أنتج المشهد البائس في دوار النابلسي حيث أستهدف فلسطينيون كانوا يسعون للحصول على نصيبهم من المساعدات الغذائية بعد أسابيع من التجويع”.
وفي ذات السياق أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن تناول هذه “الحادثة المأساوية والمقلقة” عبر الهاتف مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة تطالب بـ”أجوبة” من إسرائيل في شأن الحادثة. وقال “نتواصل مع الحكومة الإسرائيلية (..) واستنتجنا أن تحقيقا جارياً” فيما حدث، مضيفاً: “سنتابع التحقيق من كثب وسنمارس ضغوطا للحصول على أجوبة”.
إلى ذلك، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “سخطٍ عميق إزاء هذه الأحداث” ضد المدنيين “الذين استهدفهم جنود إسرائيليون”، مطالباً بـ”الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي”.
كما اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، في منشور عبر منصة “إكس”، أن “مقتل المدنيين المأساوي في غزة يدفع للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن وحماية المدنيين”.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن “ما حدث في غزة غير مقبول.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين خلال إنتظارهم الحصول على مساعدات غذائية”، مؤكدا أن هذه الحادثة “تؤكد ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان أن “الجيش الإسرائيلي عليه ضمان عملية توزيع المساعدات الإنسانية بعد إنهيار النظام العام في أجزاء واسعة من قطاع غزة”، داعية إسرائيل إلى “إجراء تحقيق كامل في الطريقة التي حصل فيها الذعر وإطلاق النار”، مجددة الدعوة عبر منصة “إكس” إلى “هدنة”.
إدانة عربية “للمجزرة الشنيعة”
وتتالت ردود الفعل من عدة عواصم عربية، حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لإستهداف مدنيين عزل” ما تسبب بـ”مقتل المئات إزاء قصف قوات الاحتلال طوابير من المدنيين كانوا ينتظرون حصولهم على مساعدات”.
وأدانت الإمارات أيضاً “بشدة إستهداف قوات الإحتلال الإسرائيلي تجمعا لآلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة كانوا ينتظرون إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية إليهم”. وطالبت وزارة الخارجية “بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين”.
وطالبت وزارة الخارجية السورية حلفاء إسرائيل بـ”وقف هذه المجزرة فورا وإلا سيكونون جزءا أساسيا من الكارثة الإنسانية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي وكل من يدعمها بالسلاح ويؤمن لها التغطية السياسية والدعم الاقتصادي الذي يدفعها إلى ارتكاب مزيد من الجرائم وسفك دماء أطفال فلسطين”.
بدورها أدانت وزارة الخارجية الأردنية بـ”شدة” استهداف القوات الإسرائيلية “الوحشي” لمدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية شمال قطاع غزة.
ونقل بيان عن المتحدّث بإسم الوزارة سفيان القضاة تأكيده “إدانة المملكة ورفضها المطلق لإستمرار الإحتلال الإسرائيلي بإستهدافه المدنيين في القطاع، في إنتهاك صارخ وفاضح للقانون الدولي”.
وأشار إلى أن هذه الحادثة تحصل “في ظل غياب موقف دولي يضع حدا لهذه الحرب وللمجزرة الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في حق الأشقاء الفلسطينيين، وعجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بوقف فوري لإطلاق النار لإيقاف جرائم الحرب المتواصلة التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.
وفي بيان صادر، الجمعة، عن وزارة الخارجية العراقية جددت مطالبتها “المجتمع الدولي بإستخدام كافة الوسائل الممكنة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة”، مشيرة إلى أن “إعتماد سلطات الاحتلال سياسة الإبادة الجماعية وإصرارها على مواصلة عمليات القتل والتهجير يشكل مؤشرا إلى تجاهل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويتطلب وقفة جدية لحماية الشعب الفلسطيني”.
في حين أكدت الرئاسة الليبية أن “ما حدث في قطاع غزة يمثل جريمة غير مسبوقة في حملة الإبادة الجماعية التي تتصاعد استهتارا بدماء الفلسطينيين واستفزازا لكل البشرية ومطالبهم اليومية بحماية المدنيين، وإحتقارا للقضاء الدولي وأحكامه الصادرة، وإنتهاكا صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وتهديدا صارخاً لمبدأ التعايش الإنساني”.
ودعت “المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتحرك وتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الجريمة، تمهيدا لمحاسبة المسؤولين عنها”.
في حين وصفت الحكومة القطرية ما حدث بأنه “مجزرة شنيعة ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزل”. وأكدت وزارة الخارجية القطرية “أن إستمرار سلطات الاحتلال في إرتكاب جرائم في حربه الغاشمة على قطاع غزة، يؤكد ضرورة التحرك الدولي لوضع حد فوري لهذا العدوان غير المسبوق في التاريخ الحديث”.
وأدانت السلطات الكويتية “الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي”، مذكرة بـ”ضرورة وقف فوري وعاجل لإطلاق النار، لضمان دخول المساعدات الطبية والإنسانية للمدنيين الفلسطينيين العزل”.
كما نددت السلطات التركية بما وصفته “جريمة جديدة ضد الإنسانية”، معتبرة أن هذه المأساة “مؤشر إلى أن إسرائيل تسعى عن قصد إلى تدمير الشعب الفلسطيني بكامله”، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).