تعود محافظة درعا جنوبي سوريا إلى واجهة الأحداث مجدداً، وذلك بعد مشاركة بعض فصائلها المحلية في إسقاط النظام المخلوع قبل ما يقارب الشهرين ودخولهم السّباق إلى العاصمة دمشق، لتتحدث الأنباء والأخبار الواردة من هناك عن تطورات قادمة خلال أيام قليلة قد تعيد تشكيل المشهد الذي ما يزال ضبابياً بشكل كبير وملحوظ.
وأواخر الشهر الفائت، قال مصدر عسكري لموقع “963+”، إن إدارة العمليات العسكرية تمكنت من إلقاء القبض على ٢٤ شخصاً على صلة بحزب الله اللبناني في محافظة درعا، كما قتل خلال الفترة القريبة الماضية عدة عناصر من الأمن العام بينهم رئيس مخفر مدينة الشيخ مسكين برصاص مسلحين.
حملة عسكرية مرتقبة
تحضيرات باتت شبه جاهزة لحملة عسكرية وأمنية هي الأكبر من قبل إدارة العمليات العسكرية والأمن العام ضد ما وصفها مصدر عسكري مشارك في العملية المرتقبة لموقع “963+”، بمجموعات مسلحة محلية مرتبطة سابقاً بالأجهزة الأمنية للنظام المخلوع وملاحقة أشخاص متورطين بتنفيذ عمليات اغتيال وتهريب المخدرات والأسلحة بينهم ممن كانوا يشغلون مناصب قيادية في تشكيلات عسكرية محلية.
وقال المصدر، إن الحملة ستشمل عمليات دهم وتفتيش في عدة مناطق منها مدينة نوى التي تعتبر أكبر تجمع سكاني بريف درعا، إضافة إلى قرى وبلدات حوض اليرموك في الريف الغربي للمحافظة، حيث تنشط مجموعات مسلحة متورطة بعمليات التهريب كما ستتم العملية بالتعاون مع وحدات مختصة عسكرية وأمنية وقد تمتد إلى مختلف أنحاء درعا باتجاه الحدود مع الأردن.
وكانت قد أطلقت إدارة العمليات العسكرية، في وقت سابق حملة أمنية في مدينة إزرع بريف درعا الشمالي، وحيي درعا المحطة والبلد وحي ذنيبة، ترافق ذلك مع عملية أخرى في منطقة اللجاة استهدفت عناصر في “حزب الله” اللبناني، ومطلوبين وتجّار مخدرات، وعناصر من فلول النظام المخلوع.
وأكد المصدر العسكري، إن العملية التي ستنطلق قريباً تستهدف شخصيات وقادة بارزين في الفصائل المحلية على صلة بمجموعات تابعة لإيران و”حزب الله” اللبناني ما يزالون يستخدمون محافظة درعا كنقطة عبور لشحنات المخدرات إلى دول الجوار.
وأشار إلى مشاركة فعالة في الحملة الأمنية من قبل غرفة عمليات الجنوب، التي أكدت التزامها بالقضاء على شبكات التهريب والجريمة المنظمة في المنطقة.
منطقة ساخنة
شهدت محافظة درعا بعد اتفاق التسوية بين المعارضة والنظام المخلوع عام 2018 حالة من عدم الاستقرار، حيث نشطت مجموعات مسلحة تعمل لصالح جهات مختلفة، ما أدى إلى تصاعد الاضطرابات الأمنية والاغتيالات والتفجيرات وتهريب الأسلحة والمخدرات.
الناشط الإعلامي محمد الحريري قال إن “هناك حالة من الترقب لأهالي محافظة درعا لما ستسفر عنه التطورات العسكرية المقبلة وتأثيراتها على المشهد الأمني”.
وأوضح الحريري لموقع “963+”، إلى وجود العديد من الفصائل المحلية في درعا التي تضم مئات المقاتلين لا يرغبون إلى الآن بالانخراط ضمن التشكيلات العسكرية والأمنية للإدارة السورية الجديدة، وهو ما يشكل حجرة عثرة كبيرة أمام عملية الاستقرار.
وذكر أن جنوب سوريا القريب من الحدود الأردنية بما فيه ريف درعا مازال يعتبر نقطة ساخنة لتهريب المخدرات إلى الأردن ودول الخليج على الرغم من انخفاض تلك العمليات خلال الفترة الحالية عما كانت عليه قبل سقوط النظام المخلوع.