حمص
شهد محافظتا حمص وحماة وسط سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، أحداثاً وتطورات أمنية أثارت جدلاً واسعاً، كان آخرها مقتل 9 أشخاص على يد مسلحين مجهولين في قرية أرزة غربي حماة، في أعقاب تنفيذ الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية حملة أمنية في المنطقة، سبقها اضطرابات في ريف حمص الغربي، فكيف يسير الوضع الأمني في هذه المنطقة، وهل انتهت حملات التمشيط ضد فلول النظام المخلوع؟
مجموعات تنفذ عمليات قتل
وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أفادت قبل يومين، أن مسلحين مجهولين دخلوا إلى قرية أرزة غربي حماة وأطلقوا النار على سكان من القرية، قبل أن تتدخل قوات الأمن العام وتفرض طوقاً على المنطقة وبدأت عمليات بحث عن المتورطين، فيما قالت صحيفة “الوطن” السورية، إن من بين القتلى عناصر وضباط في النظام المخلوع.
اقرأ أيضاً: الشرع في السعودية.. زيارة أم رسالة سياسية؟
وأمس السبت، أعلنت إدارة الأمن العام، أنه بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير الماضي، وبناءً على مذكرة صادرة عن النيابة العامة، قامت دورية من الأمن العام بتوقيف لؤي طلال طيارة الذي كان يعمل ضمن صفوف “الدفاع الوطني” في مدينة حمص، وذلك لعدم تسوية وضعه القانوني وحيازته أسلحة غير مصرح عنها وتم نقله إلى مركز الاحتجاز تمهيداً لإحالته إلى القضاء، وأثناء الاحتجاز وقعت تجاوزات من قبل بعض العناصر الأمنية ما أدى لوفاته على الفور.
وقالت إنه “تم فتح تحقيق رسمي بالحادثة تحت إشراف النيابة العامة، وتم توقيف جميع العناصر المسؤولة وإحالتهم إلى القضاء العسكري، ونؤكد أن هذه الحادثة يتم التعامل معها بجدية مطلقة، ولن يكون هناك أي تهاون في محاسبة المسؤولين”.
وأواخر الشهر الماضي، قتل 13 شخصاً معظمهم ضباط وعناصر في النظام المخلوع في قرية فاحل بريف حمص الغربي، على يد مجموعة مسلحة دخلت إلى القرية بعد حملة تمشيط نفذتها إدارة الأمن العام، واعتقلت عشرات الأشخاص، وقالت مجموعة “السلم الأهلي” إنه “بعد انتهاء الأمن العام من تمشيط القرية دخلت مجموعة أخرى وقالت إنها تفتش عن السلاح والمطلوبين واعتقلت أكثر من 50 شخصاً، ليتم العثور لاحقاً على جثث 15 ضحية من أبناء القرية”.
وتسود في سوريا مخاوف من أن تهدد مثل هذه التطورات والتصرفات السلم الأهلي وتؤدي إلى إثارة اضطرابات أمنية لاسيما في المناطق ذات الخصوصية الطائفية في ريفي حمص وحماة واللتين شهدت اضطرابات خلال الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضاً: أقليات سوريا الغد: نحو وطن جامع بدستور يحصّن المواطنة
مجموعات تنتحل صفات أمنية
مدير العلاقات العامة في محافظة حمص حمزة قبلان، قال لموقع “963+”، إن الأمن العام أطلق حملات أمنية في المدينة لملاحقة فلول النظام المخلوع والعناصر الخارجة عن القانون، وحققت جميع الحملات أهدافها، وتم تمشيط المناطق المستهدفة وتوقيف المطلوبين وفق لوائح محددة.
وذكر، أنه “بعد انتهاء الحملات الأمنية حصلت بعض الانتهاكات بحق الأهالي، مما استدعى تدخل القوات الأمنية لمتابعة مجريات ما حصل، ليتبين وجود بعض المجموعات الإجرامية التي انتحلت صفات أمنية واستغلت انسحاب قواتنا بعد أداء مهامها، وحاولت إثارة الفتنة ونشر الفوضى في المنطقة”.
وأضاف: “تمكنت قواتنا الأمنية بالتعاون مع الأهالي من القبض على مجموعة متورطة مباشرة في هذه الأعمال الإجرامية، وبعد توقيفهم تمت إحالتهم إلى القضاء المختص”.
إيقاف الحملات الأمنية في حمص
وأشار مدير العلاقات العامة في محافظة حمص، إلى أن “أهم خطوة لتعزيز الأمن هي التعاون مع الأهالي، لذا قامت السلطات ببناء جسور تواصل مع الأهالي ووجهاء المدينة لتعزيز التعاون بما يعزز الأمن والاستقرار”، موضحاً أنه تم إيقاف الحملات الأمنية بعد انتهاء الحملة الأخيرة في حمص، كي لا تكون ذريعة لانتشار عناصر إجرامية جديدة”.
اقرأ أيضاً: الأمن العام يطلق سراح مئات السجناء بمدينة حمص السورية
وأواخر الشهر الماضي، أطلقت إدارة العمليات العسكرية حملة أمنية في قرى، الحيصة والزيبق ورفعين والغور الغربي وتليل ومناطق أخرى بريف حمص الغربي ضمن حملات ملاحقة فلول النظام المخلوع، وفق ما أكد حينها مصدر عسكري لـ”963+”.
وقال المصدر، إن العملية جاءت بعد انقضاء المهلة التي تقوم بإعطائها إدارة العمليات العسكرية لعناصر النظام المخلوع لتسوية أوضاعهم، مضيفاً أن إدارة الأمن العام، بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية ألقت القبض على 25 عنصراً من فلول النظام المخلوع، ومطلوبين للقضاء، كما صادرت أسلحة وذخائر خلال حملتها.
وكان مصدر في إدارة الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية، قد أكد لـ”963+” الأسبوع الماضي، إطلاق سراح 275 سجيناً من سجن حمص المركزي ممن جرى اعتقالهم خلال الحملات الأمنية الأخيرة في مدينة حمص.
وقال المصدر، إن إطلاق سراح السجناء جاء بعد التحقيق معهم والتأكد من عدم تورطهم بجرائم ضد الشعب السوري.
وإلى جانب محافظتي حمص وحماة، أطلقت إدارة العمليات العسكرية والأمن العام في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، عدة حملات أمنية لملاحقة عناصر وضباط النظام المخلوع ممن لم يجروا تسويات لأوضاعهم وتجار مخدرات وخارجين عن القانون.
وكانت أبرز تلك الحملات في محافظتي اللاذقية وطرطوس، بعد تعرض مواقع وحواجز لإدارة العمليات والأمن العام لهجمات مسلحة، أسفرت عن قتلى وجرحى، إلى جانب محافظتي ريفي دمشق ودرعا في الجنوب.